اخترنا لكمتقارير خاصة

إغلاق مفاجئ لمعامل سورية : قرارات غير مبررة أم استراتيجية اقتصادية؟

خاص-
شهدت وزارة الصناعة السورية، التي تضم أكثر من 100 معمل وشركة، توقفاً مفاجئاً في إنتاج 30 معملاً كانت تعمل بكامل طاقتها، رغم وجود طلبات في الأسواق. القرار لم يقتصر على وقف الإنتاج، بل شمل أيضاً التخلي عن الخبراء والعمال، مما أثار تساؤلات حول الغاية الحقيقية من هذه الخطوة.

يرى مستشار وزير الاقتصاد والصناعة في تصريح ناري أن الدولة يجب أن تنهي دورها في إدارة الاقتصاد وتبيع القطاع العام بالكامل طول بالك علينا شوي . لكن السؤال الاقتصادي البديهي هنا: هل يكون ثمن المعمل أعلى عندما يكون في الإنتاج أم عندما يكون متوقفاً عن العمل؟

إغلاق مفاجئ لمعامل سورية

المعامل التي كانت تعمل وتحقق أرباحاً توقفت فجأة، رغم أنها كانت تتجه نحو أعلى ربحية بعد رفع ملفات الفساد عنها. وتوقف إنفاق أموال طائلة على التجهيزات والصيانة بحجة العقوبات الاقتصادية، ولكن مع رفع العقوبات، ما هو المبرر لإيقاف الإنتاج ولماذا لم يستمر الانتاج في هذه المعامل حتى اتخاذ القرار بشأنها ؟

اقرا أيضا: في أول اجتماع لوزير الاقتصاد والصناعة علبة مياه تتحدى الوزير

ومن غير المفهوم ولا يمكن لأي عاقل اقتصادي أن يصدق أن معامل تعبئة المياه توقفت في بداية موسم الصيف، حيث الطلب على العبوات كبير جداً، والسوق بحاجة إلى ضعف الإنتاج الحالي. لماذا لم يتم صرف الأموال على الصيانة قبل الموسم لضمان تغطية حاجة السوق لماذا لم يتم الاستمرار بالعمل وفق الطاقة الانتاجية المعتادة ياجماعة معمل المياه عبارة عن عبوة ماء وهي رابحة جدا لماذا توقفت المعامل أين انتاجها في الأسواق لماذا خسرنا تذوق مياه الفيجة وبقين والسن والدريكيش على حساب شركات تركية وأردنية والف علامة استفهام على تذوقها ؟

يبدو أن هناك اتجاهاً حكوميا لبيع المعامل وهي متوقفة عن الإنتاج، مما يخفض قيمتها السوقية. أي رجل أعمال أو مستثمر لن يدفع أموالاً طائلة في منشأة مهجورة، بينما المعامل العاملة تحفز المستثمر على تدوير رأس المال بسرعة، مما يضمن تحديث الإنتاج والحفاظ على الزبائن والحصة السوقية.

السورية للتجارة.. نموذج آخر للإهمال

الأمر نفسه ينطبق على صالات السورية للتجارة، حيث يمكن بيع الصالات في المناطق الراقية بأسعار مرتفعة أو تأجيرها بأعلى سعر ممكن، خاصة عندما تكون عامرة بالمتسوقين. لكن عندما تكون الصالة مقفلة وخاوية، لن يدفع المستثمر أمواله عليها، كما هو الحال في مجمع الأمويين الذي كان يفترض أن يكون المركز التجاري الأول، لكنه مغلق ويبدو مهجوراً.

اقرأ أيضا: لماذا الصناعة والتموين الأكثر استبدالاً للوزراء والإدارة المحلية الأقل

على وزارة الاقتصاد والصناعة أن تفكر بصوت عالٍ، وتستمع إلى الخبراء وأصحاب المصلحة، لأن العواطف والحماس لا تبني اقتصاداً، والتصريحات الإعلامية لا تكفي لإدارة مرحلة ما بعد العقوبات والنهوض الاقتصادي المنتظر.

ما نأمله هو إعادة تشغيل 30 معملاً كانت في قمة الإنتاج والعطاء، ثم التفكير في بيعها وفق السعر الأعلى عندما تكون في الخدمة، وليس بأسعار متدنية بحجة أن المستثمر يشتري أرضاً وبناء فقط.

والسؤال لمن هو معني في وزارة الاقتصاد والصناعة هل تعتقدون أن هذه القرارات تخدم الاقتصاد السوري أم أنها مجرد إجراءات واقتراحات واجتهادات غير مدروسة وصفقات من تحت الطاولة؟

A2Zsyria

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR

Visited 2 times, 1 visit(s) today