اخترنا لكمعبي بالخرج

اجتماعات تركية – أميركية اليوم: الكباش حول سوريا يشتدّ

تستضيف واشنطن، اليوم، لقاءً دبلوماسيّاً تركيّاً – أميركيّاً، لمناقشة مسار العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا، في أعقاب الانفتاح الذي أبداه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على الإدارة السورية الجديدة، بوساطة السعودية. وتأمل أنقرة في تحقيق مكاسب كبيرة جرّاء هذا الانفتاح، ولا سيما لجهة توطيد حضورها العسكري على الأراضي السورية، وزيادة الضغط على «الإدارة الذاتية» الكردية، عبر دفع القوات الأميركية إلى مغادرة البلاد.

ويُعقد الاجتماع في إطار مجموعة العمل التركية – الأميركية في شأن سوريا، وبمشاركة نائب وزير الخارجية التركي نُوح يلماز، ونظيره الأميركي كريستوفر لاندو، فيما يأتي استكمالاً لاجتماع سابق عُقد على مستوى وزيرَي خارجيتَي البلدين، حاقان فيدان، وماركو روبيو، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول «الناتو» في أنطاليا التركية، وتبعه آخر ثلاثيّ، ضمّ وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ونظيرَيه التركي والأميركي.

الكباش حول سوريا يشتدّ

وتحاول أنقرة جاهدة حلّ جملة من الملفّات المعقّدة، في ظلّ ارتفاع مستوى الصراع على الملف السوري؛ إذ تواجه تركيا أزمة تتعلّق بوجود «التحالف الدولي»، بقيادة الولايات المتحدة، على الأراضي السورية، والذي تحاول تجاوزه من خلال تشكيل تحالف إقليمي بزعامتها، يضمّ العراق والأردن، تحت مسمّى «محاربة الإرهاب»، ليكون بديلاً من قوات التحالف، التي تدير أيضاً سجون التنظيم الواقعة ضمن مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية».

وأشارت الإدارة الأميركية إلى هذه النقطة بوضوح، وذلك خلال اللقاء الذي جمع ترامب إلى الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع. أيضاً، يُرتقب أن يتطرّق اجتماع اليوم إلى مسألة السجون والمخيّمات التي تضمّ عائلات «داعش»، لوضع خطّة واضحة لإدارتها.

يُرتقب أن يتطرّق اجتماع اليوم إلى مسألة السجون، والمخيّمات التي تضم عائلات «داعش»

وجاءت الخطوة التركية في موازاة استمرار العمل بين الإدارة السورية الجديدة و»قوات سوريا الديمقراطية»، على حلّ الخلافات العالقة بينهما، في ظل مطالب كردية متزايدة بإنشاء نظام فدرالي، في مقابل رفض الشرع، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أيّ خطوة من هذا النوع.

جبل الشيخ السوري

كذلك، ستسعى أنقرة، خلال الاجتماع، لزيادة منسوب الضغوط على تل أبيب، التي لا تزال تعارض التمدُّد العسكري التركي في الأراضي السورية، وتتطلع إلى فرض نظام فدرالي عبر دعم إقامة فدرالية درزية في الجنوب السوري الذي باتت تسيطر عليه بشكل مباشر أو غير مباشر، بعد احتلالها مناطق واسعة قرب الشريط الفاصل، من بينها جبل الشيخ. وفي السياق، تسعى تركيا إلى تجاوز الضغوط الإسرائيلية عبر مسارات عديدة، من بينها استثمار موقف الرئيس الأميركي المرحّب بسيطرة إردوغان على سوريا، بالإضافة إلى استمرار المفاوضات المباشرة بين أنقرة وتل أبيب، في آذربيجان، والتي انضمّت إليها الإدارة السورية الجديدة، علماً أن هذه الأخيرة لا تخفي مساعيها لتوقيع اتفاقية مع إسرائيل، في سياق انفتاح الولايات المتحدة عليها.

وعلى أيّ حال، لا يزال الطريق الذي تسير عليه أنقرة، في واشنطن، طويلاً إلى حدّ ما، في ظلّ الصراع المتزايد على النفوذ في سوريا من جهة، وعدم وحدة القرار الأميركي، والذي ظهر بوضوح عبر الأصداء التي تلت قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا، والتي تتطلب إزالة جزء منها موافقة الكونغرس الأميركي، الأمر الذي قد يتجاوزه الرئيس الأميركي عبر منح استثناءات رئاسية لمدة 180 يوماً. ويضاف إلى ما تقدّم، مساعي فرنسا، التي تحاول استثمار «براغماتية» الشرع، لتوسيع نفوذها في سوريا، وسط احتمالات متزايدة لأن تحاول باريس سدّ الفراغ العسكري الذي قد يسبّبه خروج القوات الأميركية من سوريا، ما قد يزيد من تعقيد المشهد بالنسبة إلى الأتراك.

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress

Visited 22 times, 22 visit(s) today