الاسواق السورية ترقص على أنغام الارتفاع والتجار يصفقون لخزينتهم الافتراضية
دمشق..
من يسير في الاسواق السورية يجد العديد من البضائع الحديثة والقديمة والموديلات، وهناك بعض المتسوقين في الاسواق ينظرون الى الاسعار ويجفلون، وتجار ينفضون الغبار عن البضائع القديمة التي لا يوجد من يشتريها، وفرحين بارتفاع اسعارها ويحسبون رصيدهم بعد التضخم الحاصل، وخزينتهم فارغة يئنون من الفقر وفقدان السيولة .
ارتفاعات بشكل يومي ولحظي للأسعار في الاسواق والتجار يعدلون قوائم الاسعار مع كل ارتفاع، والمواطن يسال عن سعر السلع ويمشي والشراء للحاجات الضرورية فقط، حيث ارتفعت المواد الغذائية ووصل سعر صحن البيض الى 5000 ليرة، وكيلو الحليب الى 1000 ليرة، وكيلو الزعتر الى 5000 ليرة، و كيلو الحلويات الى 9000 ليرة ، واسعار المنظفات تناطح في السقف الاعلى وكل صاحب محل يبيع على مزاجه
وفي سوق الالبسة حيث الجاكيت الشتوي فوق 100 الف ليرة، والبيجاما وصل سعر الجيد منها الى 75 الف ليرة، والبلوزة الى 25 الف ليرة، والبنطال تجاوز 20 الف ليرة، والحذاء فوق 45 الف ليرة .
وفي سوق اللحوم لا يوجد فروج حي أقل من 10 الاف ليرة، واسعار المقطع تتراوح بين سوق وآخر، وفي طريقها للارتفاع والزبون يدوخ بين الدكاكين يسال عن الاسعار ويعود الى منزله خائبا، يأخذ معه 10 الاف ليرة ويذهب للسوق ويعود وبيده بعض الحاجيات الصغيرة التي لا تذكر، وتساله زوجته ماذا سنأكل اليوم يرد ما بعرف هذا واقعنا، وبعد الشجار والشحار الكل يصمت ويلعن هالعيشة .
في سورية وصل حال اصحاب الدخل المحدود الى حد الوقوف في الشارع والتسول من مال الله، واستاذ الجامعة الى العمل في العتالة وسائق تكسي وفي مطعم، والحكومة لا تلتفت الى المواطن تتركه يقارع مصيره بمرض الضغط والسكر والتوتر العصبي ويذهب الى المشافي ولا يجد أدوية أو من يعتني به.
وحدهم تجار الازمات يعيشون في نعيم ويبدلون أموالهم وآخر همهم المواطن السوري ويفرحون بواقع الاسواق وهي ترقص على أنغام الارتفاع، ويصفقون لخزينتهم الافتراضية التي تزداد مع التضخم الحاصل، لكن الرقص الأخير لغياب السيولة من الاسواق ستكون نهايتها غير مفرحة والله أعلم.
A2Zsyria