العمل الخيري الناقص في تكريم المتفوقين بطرطوس
دمشق..
لا يختلف اثنان على أن للعمل الخيري والجمعيات ذات الطابع الاجتماعي والانساني دور في مساعدة بعض الشرائح الاجتماعية، وبالتالي زرع البسمة والأمل على ثغور من يتلقون المساعدة والدعم. ليس في سوريا فحسب بل في أغلب البلدان.
ولكن الوضع الاقتصادي وظروف الحرب والحصار التي أثقلت كاهل أغلب السوريين، جعلت كثير منهم يحتاج إلى الدعم والمساعدة لدرجة أن إمكانيات الحكومة المادية عاجزة عن تأمين دعم كاف لمن يستحقه.
منذ بضعة أيام أقامت إحدى أهم الجمعيات الخيرية في سوريا حفل تكريم للمتفوقين من حملة الشهادة الاعدادية والثانوية في محافظة طرطوس، حيث تم التواصل مع التلاميذ المتفوقين للاجتماع في المعهد الفندقي بطرطوس مصطحبين معهم واحد من الأهل.
المفارقة كانت أن الاجتماع كان في قاعة لاتتسع للعدد الكبير من الواصلين، حيث بقي كثير منهم واقفا وكانت الازدحام وبعض الارتباك لأهالي بعض التلاميذ سيد الموقف.
أغلب الأهالي من المدعوين يبدو عليهم أنهم من الشرائح الاجتماعية الفقيرة والكادحة، والذين والحق يقال كانوا سعيدين باللفتة الكريمة من الجمعية لتكريم أبنائهم، وأغلبهم يقدر ذلك وهم من الشاكرين.
مانود قوله والتعلم منه، أنه وبالرغم من أن المنظمين اعتذروا عن عدم توفر قاعات بديلة تتسع للمدعويين وأبناءهم في المركز الثقافي مثلا، إلا أن هذا لا يعفيهن من مسؤولية البحث عن مكان يليق بالأعداد المدعوة أو على الأقل تقسيم الحضور على دفعات زمنية مختلفة خلال اليوم. كم كان جميلا لو حجزوا لهولاء المدعويين في أحد قاعات الأفراح وجلس المتفوقون مع مرافقيهم على طاولة عليها كأس عصير أو علبة كولا. أو على الأقل التفكير أن يكون هذا الإجراء الذي يهدف إلى إرسال رسالة بأن المتفوق محاط بالرعاية والاهتمام من دون إشكالات قد تبدو مسيئة أو تتضمن بعض الاستهتار غير المقصود بحق من كان في التكريم.
كم نحن بحاجة إلى تعميم ثقافة ونهج محاولة إكمال العمل إلى آخره لكي ننظر إليها على أنه تم إنجازه على أكمل وجه، والأهم من هذا وذاك كيف نتعلم مما حصل.
وحتى لا يساء الفهم والتأويل، فالقصد ليس إلا التأكيد على ضرورة مراعاة الجميع والانتباه لبعض التفاصيل التي قد تكون ومن دون قصد ودراية مزعجة للبعض.
A2Zsyria