اخترنا لكممش عيب

الفساد يستشرس والرقابة بدها رقيب !!

في كل يوم تسمع شكوى كبيرة عن ملفات فساد أبطالها يصولون ويجولون من دون حسيب أو رقيب، وفي كل قضية خسارة الخزينة مليارات الليرات والبعض منها وصل إلى حد الفضيحة، والسبب تناحر قوى فاسدة، والبعض منها انكشف بالصدفة، والكثير منها لا يزال يجني المكاسب من فساده بعيدا عن أعين الرقابة .
خلال الأسبوع الماضي سمعت عن توقيف أحد الفاسدين بقضية ما، وبعد البحث سمعت أنه كان مغطى أيضا من قريبه مسؤول في نفس الوزارة، وسمعت عن استقالات بسبب الفساد، وتوقيفات على ذمة التحقيق، وإدارات تبيع نفسها للشيطان مقابل الحصول على فرنكات، وعن مخالفات كبيرة تتم باجتهادات غير قانونية، وتعديل الصفة التنظيمية على مقاس أشخاص، وعن ملفات فساد طال التحقيق بها كبار وصغار ونامت نومة أهل الكهف.

اقرأ أيضا:هذه قصة ملف الفساد في وزارة الكهرباء فمن يتحمل المسؤولية
الفساد في سورية صحيح ينفذه الصغار لكن أبطاله كبار الإدارات في المؤسسات، وكون اليوم لا يوجد مشاريع للتنفيذ وصرفيات تحول الفساد إلى مكان آخر، وأصبح الكبار عينهم على المحروقات، وعلى الاصلاحات، ونقل موظف وتفييش سيدة وغيرها من القصص التافهة التي كان يسترزق منها موظف صغير.
فالمدير الذي يتريث في نقل موظفة إلى محافظتها بعد أن حصلت على جميع الموافقات كونه لا معيل لها ولا مقدرة على دفع إيجار غرفة المقدر بما يعادل راتبها، وبانتظار واسطة تطلب منه أو رشوة لا يقل فساده عن فساد المدير الذي يسرق محروقات لسيارات معطلة وخارج الخدمة، أو يقوم بإصلاحات وهمية وغير مبررة، أو يبيع المازوت المخصص للمولدات، أو المسؤول الذي يدخل التنظيم إلى حارة ويترك الأخرى أو يلعب بالصفة التنظيمية لمصالح ناس على حساب ناس آخرين أو يقوم بهدم مخالفة لجريح ويترك كبار المتعهدين..!

اقرأ أيضا:معاقبة 52 خبيراً بقضايا فساد وتقاعس وحقوق الناس من يعيدها
بعض الآراء تجد المبررات لمن يتجه نحو الفساد بالقول إن العمل لفترات طويلة مقابل 250 ألف ليرة غير منطقي، ولا أحد يقبل به وفي المقابل من غير المنطقي أن تتحول مؤسسات الدولة لمزارع شخصية للمدير وحاشيته.
وللأسف الشديد الكثير من الشكاوى وعددها بالآلاف سنويا تذهب الى الرقابة والتفتيش، وهناك من يعمل من المفتشين بصمت وصدق، والشكوى تذهب حسب الاختصاص إلى أكثر من مفتش، وبعد كتابة التقرير إلى أكثر من مسؤول من القانونية ومعاون المدير ورئيس المجموعة، والمفتش النزيه يقول أنا مسؤول عن تقريري وما كتبته ولست مسؤولا عن التقرير النهائي كونه هناك من يشطب كلمة وعبارة وسطر وصفحة ويعدل ويضيف ويحذف وهنا تميع القصة وتصبح الشكوى ضد مجهول أو خلاف أقارب لذلك نقول إن الرقابة تحتاج إلى رقيب.!

خط أحمر 

Visited 27 times, 1 visit(s) today