المنظمات الدولية رممت المدارس واهملت الكتاب
دمشق..
أعداد كثيرة من المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية العاملة في سورية التي تتسابق على تقديم المساعدات لوزارة التربية لترميم المدارس، وتقديم الفرش للمدارس، لكن هذه المنظمات لم تتقدم ولو خطوة واحدة نحو المشكلة الأساسية التي تعاني منها سورية في التعليم وهي طباعة الكتاب المدرسي.
مع بداية كل عام تظهر إلى العلن مشكلة الكتاب المدرسي وصعوبة الحصول عليه، ومحاولة الأهالي الحصول على كتب جديدة لكن هذا العام ظهرت المشكلة إلى العلن بقوة والمعاناة كانت أصعب وعشرات العائلات لم يسعفها الحظ بالحصول على الكتاب المدرسي الجديد، والسبب النقص في طباعة أعداد من الكتب نتيجة الصعوبات والعقوبات الخارجية وارتفاع تكاليف الطباعة والورق والأحبار .
شاهدنا هذا العام أيضا مبادرات مجتمعية لتوزيع مساعدات بقيمة 50 ألف ليرة لكل طالب مدرسي، ومبادرات لتقديم الدفاتر والقرطاسية والحقائب لكن لم يتقدم أحدا لا من المنظمات الدولية، أو الجمعيات الأهلية أو رجال الأعمال أو المقتدرين ماديا للتبرع لصندوق طباعة الكتب، قد لايعرفون أنه بإمكانهم التبرع لطباعة الكتب والباب مفتوح أمامهم، وهذا التقصير تتحمل مسؤوليته وزارة التربية، أما بالنسبة للمنظمات فالجميع يعلم أن المكافآت والبزنس يرتفع لدرجة عالية جدا من جراء ترميم المدارس أوتقديم أدوات لوجستية كون الحسابة بتحسب ولا رقيب عليها سوى الفواتير المقدمة وعروض الشراء الوهمية وفهمكم كفاية.
اليوم سورية أمام مشكلة تأمين الكتاب المدرسي الجديد لأي سبب كان، وبحاجة إلى رصيد وأموال للطباعة وهذه الأموال تقف على سلم الأولويات لدى المصرف المركزي، وإذا أردنا أن نخرج الكتاب المدرسي من هذه الأولويات علينا التفكير ببدائل منذ اليوم لتأمين الكتاب المدرسي في العام المقبل .
ولو فرضنا أن كل طالب استلم كتاب مدرسي يدفع ثمنه ألف ليرة فقط ومؤسسة المطبوعات بحاجة إلى طباعة فرضا 30 مليون كتاب جديد ستجمع المؤسسة من بيع الكتب 30 مليار ليرة سورية ستكون قادرة على حل مشكلة النقص وعلينا الجرأة في اخذ أي خيار لتأمين الكتاب حتى لو كان مؤقتا وأن ننسى مجانية التعليم ولو لعام واحد لأن تأمين الكتاب أهم من الشعارات.
أو لو فكرت الجمعيات الخيرية بالتبرع كل جمعية ب10 مليون ليرة ثمن الكتاب المدرسي، ولوفكرت وزارة الأوقاف بتعهد طباعة الكتب الدينية من التبرعات التي تحصلها من المساجد والكنائس سيكون حال توزيع الكتاب المدرسي بألف خير.
و لو فكررت المنظمات الدولية تحويل المبلغ المخصص لترميم ثلاث مدارس إلى طباعة الكتب سيكون حالنا العام المقبل أفضل، ولو فكرت مؤسسة المطبوعات بتقديم الشكر لكل من يقدم تبرعات للكتاب المدرسية بمبلغ يفوق 50 مليون ليرة سنجد الكثير من المتبرعين من رجال الأعمال والمغتربين .
اليوم نحن أمام أزمة طباعة كتاب، وينقصنا الأموال وطرق الحصول عليها يفترض أن تكون كثيرة، وأن تصل إلى الصندوق الحقيقي للطباعة عندها سنودع هذه المشكلة، وسنوفر على الطلاب الدراسة بكتب مستعملة، وننهي مشكلة التمييز بين الطلاب بين من يدرس بكتاب قديم أو كتاب جديد، ومن استلم كتبه كاملة وبين من يضغط على أهله يبحث عن كتب ولا يجدها. الحل بسيط وواضح لمن يريد وعليه أن يعترف أولا بوجود المشكلة وثانيا التفكير الجدي والدعوة للمشاركة بحلها.
الساعة_25