حكي الناس

المواطن السوري بين مطرقة الحرب وسندان الكورونا

لم يكن ينقص السوريين إلا كورونا والأعاصير الاقتصادية  التي عصفت ولاتزال تفتك بكل الدول، والتي تبدو إلى الآن أن تداعياتها ستطال الجميع ولن تسلم منها أية دولة بغض النظر عن عدد الإصابات فيها. إذا ما نظرنا لتداعيات الأزمة على اقتصادات الدول الغنية جداً بما فيها الدول العظمى، والتي تمتلك موارد جبارة يمكننا اليقين بأن الزلزال الاقتصادي سيكون له ارتدادات مؤلمة  يصعب توقعها ويستحيل تداركها.

 

لا شك أن ظروف الحرب والحصار التي عاني منها السوريون خلال العقد المنصرم  أثقلت كاهل الجميع، يضاف إليها الترهل الإداري والفشل الحكومي في إدارة الكثير من القطاعات الخدمية التي تعاني من الضعف وقلة الموارد إضافة إلى قلة الثقة بين المواطن والمسؤول الذي أضاف ضغطاً آخر إلى كاهل المواطن.

الإجراءات الحكومية الأخيرة  خلال أزمة الكورونا أثبتت بلا شك تعاون المواطنين مع التعليمات التي اتخذها الفريق الحكومي، واتخذت بعض الإجراءات الحكومية طابع التخبط واتسمت بسوء التخطيط احياناً وسوء التنفيذ تارة أخرة. للأمانة الكثير من الدول بما فيها المتقدمة كانت إجراءاتها في البداية  تتصف بالتخبط وهذا مفهوم في ظل أزمة وظروف استثنائية. هناك دروس مستفادة يجب على الحكومة استخلاصها ومشاركتها والاعتراف بها أمام الناس بقصد تلافيها والحيلولة دون تكرارها إن أمكن. كنا نامل أن يكون الفريق الحكومي المكلف بمتابعة إجراءات الكورونا أكثر قرباً للناس ويعي حقيقة مشاكلهم، في هذه الحال فقط يمكن أن يكون كل من اعتماد الخطط وتطبيقها أكثر نجاعة.  

Visited 6 times, 1 visit(s) today