النكبة السورية: هل يُكسر الحصار؟
بيروت..
عالقةً ما بين أرض انشقّت على حين غرّة لتبتلع أجزاء منها، وسماء متواصلةِ الغضب تكاد تُطبق عليها، تُواصل سوريا، لليوم الثاني على التوالي في أعقاب «الزلزال العظيم»، لملمة أشلائها، مُحاوِلةً بإمكاناتها المتواضعة إنقاذ ما ومَن تبقّى. وفيما لا تزال العقوبات الأميركية والغربية على دمشق، والتي لا يَظهر، إلى الآن، أن ثمّة تَوجّهاً لتخفيفها أو تعليقها مؤقّتاً من أجل معاونة السوريين على تجاوُز الكارثة التي حلّت بهم، تحول دون إيجاد آلية لإيصال المساعدات إلى البلد المنكوب، حتى في ظل وجود نيّة «أوّلية» للمساعدة لدى عواصم عربية وعالمية عديدة، بدأت تظهر ملامحها أمس. ويُواصل «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة إحكام قبضته على المناطق النفطية في شرق سوريا، مانِعاً وصول النفط إلى دمشق، رغم اشتداد حاجة هذه الأخيرة إليه من أجل تشغيل الآليات اللازمة لعمليات الإنقاذ. أمّا حلفاء الأميركيين في تلك المناطق، المتمثّلون في «قوات سوريا الديموقراطية»، فصمّوا آذانهم عن الفاجعة، وأغلقوا أعينهم عن مآسيها، وركنوا إلى زوايا اطمئنانهم بعدما لم تصلهم – لحُسن حظّ الأهالي هناك – ارتدادات الزلزال، وصدّوا أبوابهم في وجه «شركاء الوطن»، ملتزِمين تماماً التعليمات الأميركية بضرورة إبقاء الحصار، الخارجي والداخلي على السواء، مشدَّداً على الحكومة. وعلى المقلب الآخر من الحدث المهول، اتّشحت تركيا بالسواد، وأعلنت أنها تعيش «كارثة القرن»، متابِعةً إحصاء خسائرها البشرية والمادّية، والتي يبدو أنها ستظلّ تزداد وتزداد، لأيّام وربّما أسابيع، مع تكشُّف المزيد من المصائب والحالات المُفجعة. وفي الانتظار، بدأ يشبّ الجدل حول تقصير الحكومة في الاستعداد المُسبق – بل وحتى في الإنقاذ الجاري خصوصاً في منطقة هاتاي (الإسكندرون) التي برز انطباع بأنها متروكة لنفسها -، وإغفالها التحذيرات المزمنة من كوارِث مُناظِرة كان يجب التحسّب لها، فيما أُخذ على «حزب العدالة والتنمية» شروعه في الاستغلال السياسي، على رغم عظمة الواقعة.
الاخبار اللبنانية