جدولة ديون الفلاحين على سعر الصرف يجبرهم على طلاق الزراعة
دمشق..
ألف علامة استفهام ومثلها تعجب حول الجدل القائم اليوم ما بين المستهلك والمزارع حول ارتفاع اسعار الخضار والفواكه المنتجة في سورية، فالمزارع على حق يريد ان لا يخسر، والمواطن دخله لا يمكنه من الشراء بهذه الاسعار … كلاكما على حق والمشكلة ليست بينكما انها في مكان آخر .
موقع بزنس 2 بزنس استقصى حول الجدل الدائر، وبحث في عمق المشكلة، وقاطع عدة احاديث، واستمع الى هموم الفلاحين ، حيث هذا العام سيكون مفصليا كما يري المزارع صلاح جوهرة ويقول القصة تتعلق بطبيعة عمل صغار المزارعين، وهم بالآلاف الذين يعملون في البيوت المحمية ، حيث يجلس المزارع فترة 5 أشهر في الصيف من دون اي دخل ،وفي هذه الفترة بحاجة الى تجهيز بيوته البلاستكية ،من مواد نايلون، وشريط، وسواد وبذور، وأدوية تعقيم الارض .
وكون الفلاح من صغار المزارعين ولا يملك السيولة المناسبة يذهب الى السماسرة اما للاستدانة أو الى الصيدليات الزراعية لسحب الكميات اللازمة مقابل التوقيع على كمبيالة /سند أمانة/ فارغ، والدين هذا العام كان بالدولار، وأمام الناس بالليرة السورية، علما أن سعر الصرف في السوق السوداء عند الاستدانة كان اقل من 600 ليرة ،واليوم عند التسديد سعر الصرف الذي سيحاسب عليه الفلاح المسكين 1280 ليرة ،وهنا مليون ليرة دين تضاعفت الى 2132000 ليرة ،اي عليه ان يعمل 3 مواسم متتالية من دون الخسائر التي تلحق بالمزروعات من جراء العوامل الجوية حتى يسد ديون سابقة فكيف سيبدأ موسمه القادم .
هذه الرواية تم التحقق منها من أكثر من عشرة مزارعين في مناطق مختلفة في الساحل السوري، حيث بين عيسى محمد ان وجود العديد من الملاك الذين يتحكمون بالمزارعين ولديهم مساحات واسعة وصيدليات زراعية ومراكز الشحن البضائع الى المحافظات، واصفا تعاملهم مع صغار الفلاحين “بالإقطاعين الجدد ” وقال: إن الفلاحين عندما يسمعوا مبلغ ديونهم المدور يصابون بالكآبة، ويفكرون جديا بهجرة اراضيهم والعمل باليومية او الانتقال الى أعمال أخرى بعيدا عن الزراعة، داعيا الى الوقوف عند هذه المشكلة التي تشكل ظلما كبيرا على الفلاح .
من جهته صاحب الاموال يقول انا لم اضرب الفلاح على يده، بل على العكس هو من ترجاني حتى اقدم له المستلزمات بالدين، وهو يعلم ان الحساب سيكون على سعر الصرف المتغير كما هو التعامل في السنوات السابقة ،وأموالي لو قلبتهم الى الذهب أو العملة الصعبة لكان مردودي أكبر من دون علة القلب .
المزارعون في سهل عكار قالوا تعرضنا للظلم الكبير نتيجة ارتفاع سعر الصرف ،وارتفاع اسعار المنتجات الزراعية لا يرد الخسارة الكبيرة المحققة، ولا يمكن التحضير الى المواسم القادمة وسط هذا الارتفاع المهول لمستلزمات الانتاج وارتفاع كتلة الدين، وقال المزارع رائد عندما يباع اي منتج بسعر اقل من 150 ليرة من الخضروات سنقلع الموسم كون استمرار القطاف لا يكفي أمام المصروف الكبير ، حيث اجرة العامل في الساعة 500 ليرة ،وثمن الفلينة فارغة 350 ليرة، واجرة نقل الكيلو تكلف 50 ليرة ،وسمسرة تجار سوق الهال ناهيك عن تعب الفلاح .
ياسادة هذا العام ستكون المشكلة القائمة كارثة على رأس الفلاح، وهو على مفترق طرق، اما انقاذه من ديونه العالقة وتضاعفت نتيجة سعر الصرف وعودته للزراعة أو ترك الارض تبور، والعمل بالأجرة لدى الاقطاعيين الجدد، أو هجر مهنة الزراعة من أصلها، على هذا المفترق يجب ان تقف الحكومة وتقول كلمتها المنصفة وتحافظ على انتاجية الارض قبل اي اعتبار آخر . nֻ�l��