اخترنا لكمحكي الناسمواضيع ساخنة

رسالة من الموفدين إلى معالي رئيس الحكومة

خاص-

رسالة من الموفدين إلى معالي رئيس الحكومة السورية… جاءنا رئيس حكومة هذه المرة من الوسط الأكاديمي الحامعي، إذ أن رئيس الحكومة كان مدرساً في كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق. من المفروض أن معاليه على اطلاع ومعرفة تامة بمشاكل التعليم العالي والبحث العلمي ، بدءا من ضعف الإمكانيات المادية مروراً بهجرة الكفاءات واعتكاف الموفدين عن العودة وانتهاء بواقع البحث العلمي المتواضع وواقع طلاب الدراسات العليا الصعب في الإشراف والمتابعة والتمويل والتفاعل الحقيقي مع المجموعات البحثية العلمية الخارجية ذات الخبرة الكبيرة.

معالي رئيس الحكومة السورية

لا شك أن معاليه أيضاً يدرك أكثر من غيره أهمية التعليم عن بعد والتواصل وتبادل المعرفة التي أتاحه التطور التكنولوجي، كما أن معاليه على معرفة بأن الكثير من الكفاءات التي تخرجت من جامعة دمشق وغيرها من الجامعات السورية تتبوأ مراتب علمية جيدة في مراكز أبحاث عالمية في مختلف دول العالم الأول ومن كافة الاختصاصات التكنولوجية والصحية والهندسية التي يحتاجها بلدنا.

اقرأ أيضا:فساد كبير . . ولغز خطير في الجامعات الخاصة… أين وزير التعليم العالي..؟!!

والسؤال الذي يطرح نفسه هل وضع معاليه موضوع استقطاب هذه الكفاءات ولو بالحد الأدنى ومحاولة فتح صفحة جديدة تعود بالنفع على وزارة التعليم والبلد والطالب والمغترب؟ أم أن ثمة تسليم بضرورة إبقاء هذا الباب موصدا، وعدم جرأة أحد في البلد على التفكير بمنطق تغليب المصلحة على منطق ” بدنا نربي الأرض فيهن لحتى يكونوا عبرة لمن اعتبر”.

كثير من الموفدين سواء الذين عادوا مؤقتا أو لم يعودوا قد يكونوا اتخذوا قرارات بالاستقرار في بلدان الاغتراب ولكن هذا لا يعني أنهم ممتنعون عن تقديم خدمات للجامعات التي تعلموا فيها ، ورئيس الحكومة نفسه يعلم أن المحاضرات عن بعد التي تجري في جامعة دمشق بين الفينة والأخرى تصب في هذا الاتجاه. فما بالكم بفتح باب الاشراف الخارجي الذي يعود بالنفع على الباحث والمشرف الداخلي والقسم نفسه.

الواقعية في قضية الموفدين

الواقعية مطلوبة عند البحث في قضية الموفدين، وواقع الحال في جامعات متل حلب والفرات يجب أن يساعد أصحاب القرار على التفكير بموضوعية ومسؤولية والأهم من كل هذا بالمصلحة العامة.

اقرأ أيضا: السيد وزير التعليم العالي : سياسة الانتقام من الموفدين ليست حلا

وليسأل أي واحد نفسه سؤال هل ثمة أحد مقتنع بأن دعوة الموفدين أو الباحثين السوريين في بلدان الاغتراب للعمل في البلد وترك ماهم به شي منطقي في هذه الظروف. ما هو الضير في التفكير بحل يعطي هؤلاء الفرصة للعمل ولو لشهرين أو ثلاث اشهر كل عام لدعم الاقسام والبحث العلمي في الكليات وفق اختصاصاتهم وأن يكون شهر من هذه المدة مثلا في البلد والشهرين الآخرين أو أكثر دعم وتعليم عن بعد، لقاء فتح باب الاحتواء من الوزارة والحكومة والبلد تجاه شريحة كلفت البلد الكثير وقادرة على رد هذا الدين بطريقة ما. أليس التفكير بالاستفادة من الخبرات في تطوير مؤسسات الدولة أفضل من إغلاق الباب في وجوههم.

ألا يتفق معنا الكثير من الأساتذة في الجامعات أن المئات من أعضاء هيئة التدريس غادروا، حالما توفرت فرص عمل لهم خارج سوريا وبعضهم ذهب في إجازة ولم يعد. أليست مشكلة عليهم كخبراء التفكير بجدية بضرورة إيجاد حل علمي ومنطقي وواقعي لها. وليس كما كانت الحلول في السابق، المطالبة بدفع ارقام خيالية وبالعملة الصعبة ( مخالفاً للدستور السوري الذي يجرم استعمال العملات الاخرى) والتهديد بالسجن، هل هذا الأسلوب ناجع ؟ وهل عاد الباحثون والأساتذة الذين تركوا عملهم أو الموفدون الذين كانوا يرغبون بالعودة أو يفكرون بها؟

يجب أن نسأل أنفسنا ماذا استفدنا ولمصلحة من هذا التشفي والانتقام والتعنت وهذا العشق لجلد الذات، لمصلحة من؟ أين مصلحة الوطن والطالب والاستاذ والقسم والبحث العلمي والكلية والجامعة؟
بنتمنى الحكومة الجديدة تفكر بجدية بالاستفادة من الممكن والواقعية واتباع سياسة الاحتواء والمصلحة ليس في التعليم العالي فقط بل في كل مجالات الحياة بما يعود بالنفع والفائدة على السوريين أينما كانوا وسوريا.

A2Zsyria

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress

Visited 69 times, 1 visit(s) today