اخترنا لكممش عيب

سأواصل الكتابة ولو كره المشركون

كتب الاعلامي عصام داري ما فائدة الكتابة؟ ولماذا نكتب؟ ولمن نكتب؟ومن يقرأ ما نكتب؟
أسئلة كثيرة ملحقة بمهنة الكتابة التي لم تعد تقتصر على الصحفيين والإعلاميين والكتاب، بل أضحت متاحة أمام فئات الشعب كافة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي.
أكيد هناك من يتابع ما ينشر في الصحف السورية على الإنترنت في ظل غياب الصحف الورقية المغيبة بحجة وباء كورونا الذي لا وجود له في وسائط النقل الجماعي ولا في الملاعب وصالات السورية للتجارة ولا في والأفران وغير ذلك.
وهناك متابعة أقل لما ينشره المواطن العادي على الفيسبوك وشركاه من مواقع التواصل، لكن في كلتا الحالتين لا وجود لأي رد فعل على ما يكتب، بشكل خاص عن معاناة المواطن من غلاء الأسعار وفقر الحال وابتلاع الحرام لكل ما هو حلال!.
وباختصار شديد يمكننا القول إن الحكومة المعنية بكل ما يكتب من نقد وانتقاد وشكاوى لا تحرك ساكناً وهي تتابع عن قرب كل كتاباتنا التي تنبع وجعاً وألماً ونزيفاً، وكأن من يكتب هم من كوكب نبتون، وليس المريخ القريب من كوكبنا المبتلي بالحروب والموت والدمار.
لاحظوا معي أن «جرزة» أو باقة البقدونس ارتفع سعرها بسبب الحرب في أوكرانيا، وارتفع سعر كيلو البرغل بسبب عاصفة أصابت السواحل الشرقية من نيوزيلاندا، وأسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والزرقاء و«المنيلة بألف نيلة» بسبب الجفاف الذي أصاب الصحراء الكبرى، فأصبحنا مكسر عصا لكل أحداث الكون، ولا تستبعدوا أن يرتفع سعر البوشار والكافيار إذا انفجر نجم يبعد عن أرضنا ألف سنة ضوئية!.
أنا الآن أكتب هذه المقالة وكلي ثقة بأنها ستلحق بكل ما كتبته سابقاً، وما سأكتبه لا حقاً، وبكل ما كتب خلال السنوات العشر الماضية في كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لأن الأمر متاح لنا حتى الآن، فمن حق المواطن أن يصرخ ويصرح بأي شيء يتعبه، ومن حق السلطة أن تسد آذانها حسب ما قال الفنان أنطوان كرباج في مسرحية «صح النوم» التي عرضت في دمشق مرة ثانية خلال احتفالية «دمشق عاصمة الثقافة العربية» عام 2008!.
في ظل عقم الكتابة وعقم الإجابة ليس أمامنا إلا الربابة!لأن تراثنا العربي التاريخي يحدثنا عن الربابة التي رافقت الحكايات الشعبية والقصص الأسطورية من قديم الزمان في الصحراء والريف المصري مادامت هذه الربابة موجودة منذ عصر الفراعنة!
وإذا عزفنا على الربابة وحكينا حكايتنا للناس الغلابة، فهل نتوقع أن يصل صوتنا إلى حيث يجب أن يصل؟ أو ستلحق حكاياتنا بكل الحكايات والمقالات والقصص السابقة التي تقدر بملايين الصرخات الصادرة عن وجع الناس ومعاناة الناس؟.
أغلب الظن أننا سنقف في الطابور المخصص للغناء والبكاء والتعبير عن «المرمطة» والشقاء، وعندما يصل دورنا للحصول على ربطة خبز وأسطوانة الغاز سنغني في جوقة واحدة أغنية فيروز:
كتبنا وما كتبنا.. ويا خسارة ما كتبنا..
مع ذلك سأواصل الكتابة ولو كره المشركون!.

Visited 18 times, 1 visit(s) today