سعر الحليب يحدده سعر الصرف لا صبيان الفيس بوك
دمشق..
في الوقت الذي يرتفع فيه اسعار الحليب متأثرا بارتفاع علف الحيوانات وتذبذب اسعاره مع نشرة سعر الصرف، تطل علينا ما عرفت عن نفسها بجمعية الالبان والاجبان وتعلن تخفيض سعر الحليب عما هو في الواقع بحدود 300 ليرة سورية، مبررة التخفيض باقتراب فصل الربيع وتوقيف تصدير الحليب الى لبنان .
وهنا أقول لكم ان المقدمات الخاطئة تؤدي الى نتائج خاطئة وان سعر الحليب يحدده في المقام الأول سعر الأعلاف، واليوم سعر كيس العلف 50 كيلو بحدود 40 الف ليرة سورية، ما يعني ان سعر الكيلو 800 ليرة، واذا لم ينخفض سعر العلف كيف سينخفض سعر الحليب، صحيح ان في فصل الربيع يتم الاستغناء بعض الشيئ عن العلف لكن هذا لا يعني انخفاض سعر كيلو الحليب 300 ليرة سورية .
الغريب بالامر ان جمعية تدعي انها تضم ممثلي المنتجين لمادة الحليب، وتقوم بالاعلان عن سعر وهمي أقل من الاسعار المحددة من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وأقل من سعر مبيع الحليب للمؤسسات والمباقر التابعة للدولة .
والغريب في الامر أيضا ان صفحات ومواقع النسخ لصق تقوم بالنشر السريع دون الادراك أو المحاكمة أو حتى الوقوف على واقع الام،ر فاذا كان الحليب يُصدر الى الدول الخارجية كما تدعي الجمعية، فان كمية الصادرات حتما بعشرات الاطنان، وايقاف التصدير سيهبط الاسعار في الاسواق فورا، وهذا لم يحصل الا عبر صفحات الفيس بوك، واذا كان عبر بعض تجارة البيدونات يتم نقله تهريبا الى لبنان فهذا شأن آخر، وسيستمر كون الحدود غير الشرعية مفتوحة لنقل الحليب وغيره .
ياجماعة الارتجال في الاسواق وتركها تصارع قدرها لا يصب في مصلحة لا المربين ولا التجار ولا المستهلكين، والخيار الاسلم والصحيح هو بناء معادلة عادلة تحسب تكاليف الانتاج والربح المتوقع لحلقات الوساطة والسعر النهائي للمستلك للحليب ومنتجاته.
اليوم بعد هذه الفوضى الذي تركها منشور الجمعية ونقل الصراع الى المتاجر بين المواطن والتاجر حول تخفيض الاسعار عبر صفحات الفيس بوك، ما هو الا استهلاك ونزيف جدلي يومي لا يقدم ولا يؤخر ولا يخدم الفلاح ولا المستهلك ولا يحول الالبنان الى أجبان.
البوصلة عند تجار الاعلاف من أراد التخفيض فليعلن عن تخفيض سعر الاعلاف المستوردة وتثبيت سعرها، لا انتظار فصل الربيع وحساب الوجبات على قطيع الابقار ..