اخترنا لكمسوشيال ميديامن هنا وهناك

صمت سوري على جريمة اغتصاب وقتل طفل سوري في لبنان

لم تكن المرة الوحيدة التي يقف فيها من يدعي تمثيل الشعب السوري على اختلاف توزعهم على الجغرافية السورية والإقليمية والدولية من دون حتى بيان إدانة لجريمة تعرض لها مواطن سوري على أرض دولة ما.
ما شهده لبنان يومين من جريمة بشعة راح ضحيتها طفل بعمر الورد لا ذنب له سوى أنه سوري ووجد في المكان الخطأ والزمان الخطأ. إلى ساعة إعداد هذه المادة لم نسمع من أية جهة رسمية سورية  أو غير رسمية بيان إدانة او اعتراض او حتى عتب على ما تناقلته صفحات التواصل الاجتماعي وبعض وكالات الأنباء بخصوص الجريمة الشنيعة التي راح ضحيتها طفل سوري بعمر 13 عام بعد اغتصابه وتصوير ما قاموا به غير آبهين بشئ.

لا أعلم ماذا ستخسر أي من وزارة الشؤون الاجتماعية أو وزارة الخارجية والمغتربين أو حتى أية نقابة مهنية (نقابة المحامين) أو هيئة أهلية أو جمعية سورية (حكومية أو تدعي انها معارضة)  إن أصدرت ولو بياناً مقتضباً أو حتى تنويهاً من موظف – حتى لو كان درجة خامسة – يفيد بأن هذا العمل مدان وأن السلطات ستلاحق المجرمين عبر القنوات الدبلوماسية (ولو كان هذا لمجرد الكلام) والمعنيين مهتمون بهذه القضية التي أساءت لكل السوريين. السؤال المهم ألا يستحق السوري ذلك والسؤال الأهم هل تعود السوريون على من يشد معهم ويأخذ بيدهم إن كانوا بحاجة لمساعدة ؟

كثيرمن السوريين الذين خبروا الغربة حتى قبل الخراب السوري يدركون أن كثيراً موظفي السفارات السورية في الخارج آخر همهم مشاكل أبناء الجالية السورية، والكثير من المغتربين له قصص تقشعر لها الأبدان. لم يكن أبداً مهمة الكثير من السفارات السورية الدفاع عن السوريين في الخارج ونحن نعلم ان كثيراً منهم لا يعرف ماذا يعني الاحترام رغم ان كثير منهم يلقى هذا الاحترام في البلدان التي عمل بها كممثل لسوريا في السفارة. لن نفتح هذا الموضوع مع ضرورة الإشارة إلى وجود بعض الموظفين المشهود لهم بالاحترام وحسن التصرف. طبعاً هذا أيضاً ينطبق على كل أطياف المجتمع السوري في الشتات والذي يجمعه الاستهتار بالسوري وتجاهل مشاكله إن لم نقل الإصرار على الإضرار بها.

وبالعودة إلى الجريمة البشعة للطفل السوري من قبل شبان عُنصريين يحملون الجنسية اللبنانية واغتصابهم لهذا الطفل  الذي كان حسب ما أفادت وسائل التواصل الاجتماعي بأنه يعمل في معصرة زيتون ليعيل والدته. كنا نتمنى على الإعلام الرسمي أيضاً المسارعة إلى إلقاء الضوء على الحادثة ونقلها كما وردت على صفحات التواصل الاجتماعي.

من المعيب أن يصل حالنا إلى هذا الحد من التجاهل والاستهتار، نعم لقد أضحى السوري بلا قيمة في أي مكان،  ولو كان كثير ممن يدعي الحرص على السوريين يهمه حقاً السوريين لما تردد لحظة في تبني قضية طلب القصاص لهذا الطفل البريء.
الموضوع هنا ليس له خلفية سياسية على الإطلاق ومن يعتقد ان السياسة يمكن أن تكون سبباً للتهرب من هكذا موضوع فإننا نقول له في ظل هذه العقلية لن تقوم قائمة لسوريا أبداً، فبأي عرف وبأي منطق ومبدأ يحق لنا فرز الأطفال لاعتبارات سياسية. إن أسرة أي تو زد سيريا تتقدم بالتعازي لأهل الطفل البريء وكل السوريين الذين أحزنهم مصرع الطفل على أيدي وحوش البراري. التضامن مع هكذا قضية له بعد إنساني واخلاقي وكل من يعتقد ان هذا الموضوع يخضع لاعتبارات سياسية فعليه مراجعة طريقة تفكيره.

بالمناسبة يمكن لأي مواطن أن يكون له موقف سياسي معين وقد نتفق معه ونختلف وهذا مفهوم ولكن هذا لا يجب أن يكون مبرر ومدعاة للشماته، إن ما نراه ونسمعه احياناً بين الأفرقاء السوريين  ليس بادرة خير ولا يصب في صالح مستقبلهم. إن قضية التضامن والتعزية بجريمة تعرض لها طفل من أي بيئة كانت ستكون قلة بصيرة ووصمة عار لكل من ينظر إليها على أنها تقبل التسيييس.   إن لم يعي السوريون أن أي إساءة مقصودة كهذه  إلى أي سوري  هي إساءة لكل السوريين فسيبقى السوريون ملطشة ولن يفيدهم أحده، ومن قال لن يحك جلدك إلا ظفرك لهو محق.

 

A2ZSYRIA

Visited 17 times, 1 visit(s) today