مش عيب

صناديق الانتخابات تنقل صرخات الشارع من سمعها

دمشق..

مع إغلاق صناديق الاقتراع لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الثالث دون حوادث تذكر، تكون الدولة السورية قد انجزت الاستحقاق الدستوري بنجاح، وأرست رسائلها الى كل من يريد أن لا تتم هذه الانتخابات، بالرغم من ان النبرات الدولية خفت عداوتها لسورية، بل بالعكس ان بعض وسائل الاعلام التي كانت تصنف على انها معادية للشعب السوري غطت الانتخابات بمهنية عالية، هذا على المستوى الدولي .

أما على المستوى المحلي الداخلي حيث أكثر من 80 بالمئة من الشعب السوري بحسب احصاءات الامم المتحدة يعاني من الجوع والفقر المدقع، وما يجري في سورية من حالة لا تصدق من المنشورات حول قصص الفساد، وما أشيع عن رئيس الحكومة السابق وطريقة اقالته، وظهوره المفاجىء في الانتخابات، وحالة رجل الاعمال رامي مخلوف، وبعض ملفات الفساد والاموال التي حاول الجهاز المركزي للرقابة المالية اعادتها الى خزينة الدولة، وسط كل ما سبق يتنافس 1656 مرشحا يبنهم رجال أعمال بارزون انسحب منهم محمد حمشو قبل الانتخابات بيوم، وما الت اليه نتائج الاستئناس الحزبي لاختيار قائمة الوحدة الوطنية، والاصوات التي صدرت هنا وهناك كان لها رد فعل سلبي على سلوك بعض المواطنين، والامتناع عن التصويت في رسالة علها تصل عبر صناديق الاقتراع الى من يهمه الأمر ان الوضع في سورية أصبح لا يطاق، من جهة انتشار الفساد والمحسوبيات وما يشاع على مواقع التواصل الاجتماعي، وصمت الحكومة عنه والفقر والتعتير وانخفاض الدخل، وخاصة لذوي اصحاب الدخل المحدود، والوعود التي أمل الناس بها بتحقيق زيادة في الدخل لم تتم حتى اللحظة، كل ما سبق كان له التأثير النفسي والاجتماعي على عدم المشاركة .

ما زاد الطين بلة هي الرسالة التي وصلت الى A2Zsyria من شركة الصرف الصحي بطرطوس، حيث اصدرت الادارة عقوبة انذار مسجل بحق 36 موظفا من فئات وظيفية متعددة بحجة عدم المشاركة في الانتخابات، والتهديد بتوجيه العقوبات الاشد في حال عدم الالتزام بتوجيهات الإدارة، وهنا يمكن لمن يقرأ أن يقف ويضع الف علامة استفهام ويقول خلص الحكي لهون وبس.

السيد رئيس الحكومة الموقر من قدم الشهداء والجرحى وبقي في البلد يقاوم الفقر والجوع ويستمر في عمله ولم يسمع صوته وأراد ايصال صوته بأي وسيلة كانت على الحكومة أن تحترم صوته وصرخات الجوع الذي يعاني منها، وأن تقف بجانبه وتصارحه بحقيقة ما يجري في بلده، بدلا من سن العقوبات والتهديد والوعيد.

معالي رئيس الحكومة هذا التصرف الاداري الذي قام به مدير الصرف الصحي في طرطوس مخالف لجميع القوانين والأنظمة والشرائع السماوية وهذه الفئة التي لم تنخب لها اسبابها وظروفها ومشاكلها وصوتها، وبدلا من الاستماع اليها ومحاورتها تشهر الادارة العقوبة بوجههم مع تهديد ووعيد قد يقول قائل ان هذا تصرف اداري غير مسؤول ويجب ان يحاسب المدير على فعلته، وقد يقول آخر ان كل موظف عليه واجب عليه ان يقوم به، لكن فرض العقوبات لعدم المشاركة في الانتخابات سابقة لم تحدث في سورية من قبل في عز أزمتها في الاستحقاقات السابقة لم تحدث

ما نأمله من معالي رئيس الحكومة طي العقوبة فورا، والاجتماع بهذه الاسماء من قبل شخصية موثوقة تنقل حقيقة سبب رفضهم المشاركة، قد يكون السبب واضحا وصارخا والجميع يعرفه، لكنه لا يصل الى اصحاب القرار فهل وصل الصوت .

 

A2Zsyria

Visited 12 times, 1 visit(s) today