اخترنا لكمتقارير خاصة

غيمة سوداء تنثر الحزن والفقر فوق سوريا.. الساحل السوري يحترق

الساحل السوري..
التهمت عشرات الحرائق خلال اقل من 48 ساعة مساحات ضخمة من الأراضي في سوريا ، وتسببت بخسائر كبيرة في أجمل الغابات والأحراج والأراضي الزراعية ، كما دفعت العديد من الأهالي إلى النزوح من بيوتهم، وخسائر ي الارواح والاصابات .
الحرائق في سورية انطلقت شرارتها بعد منتصف ليل أمس، وانتشرت من منطقة الى أخرى بطريقة مدروسة وبعناية فائقة هدفها القضاء عل اجمل المناطق في الساحل السوري، من ريف اللاذقية الى ريف طرطوس وريف حمص الغربي .
أجمل المناطق في سوريا دمرها الحريق من بللوران وأم الطيور والبسيط وقلعة جندل ودباش وخدلو في الحفة وقرى كلماخو ودير ابراهيم ومرج معيربان ودباش ووطى دير زنيو وبكراما ونينتي والأربعين وفي قرية بقنة القريبة من مدينة القرداحة بريف اللاذقية.
وفي طرطوس من مشتى الحلو وجبل السيدة الى غابة جبل حمد وجنينة رسلان وزغرين بمنطقة الدريكيش و قرية نحل العنازة التي هجر اهلها وتعتبر من أجمل المناطق في سورية الى بانياس والصفصافة أكثر من 60 حريقا نثرت رماد الحرائق في الريف السوري كما نشرت الحزن والخوف من الجوع القادم كون الحرائق التهمت بساتين الليمون والزيتون والبيوت البلاستيكية والاراضي الزراعية.
وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا اعتبر أن أسباب الحرائق بعد استعراضه بالصور في مناطق الحرائق أن 72 بالمئة سببها حقول الفلاحين حيث توجد أعشاب ونواتج تقليم يقوم الفلاحون بحرقها ويأتي الهواء عليها فتمتد نحو الحقول والأشجار الحراجية في محاولة لابعاد شبهات تقصير الحكومات السابقة في تجهيز المطار الزراعي واستخدامه للاغراض التي وجد من اجلها، والتقصير الحاصل في انشاء الطرق الزراعية في هذه الغابات، وتقصير مئات عمال الحراج الذي يتم التعاقد معه بالاسم في حراسة هذه الغابات ومنع حرق نفايات الاشجار في الاماكن القريبة منها، بكل الاحوال معالي الوزير الفلاح لا يتحمل المسؤولية ودراستك هذه مردود عليها كون الحرائق كانت في مناطق منتقاة من أجمل مناطق سوريا واستعدادك لمنح الغراس مجانا مشكور عليها ولو انها مبادرة لا تستحق الذكر .


مواقع التواصل الاجتماعي اثبتت وبجدارة قدرتها على مواكبة الحدث لحظة بلحظة ومساعدة الناس التي طلبت الاستغاثة والابلاغ عن الحرائق التي اندلعت دون ان تتوفر فرق للاطفاء للتدخل السريع كما نقلت حجم الحزن الموجود لدى الاهالي والتعاطف الشعبي مع الماساة التي حدثت وحجم التقصير الحكومي وتجاهله لمطالب الفلاحين المحقة منذ عشرات الاعوام لاقامة الطرق الزراعية والحفاظ على الغابات.
48 ساعة قضاها أهل الساحل السوري في مواجهة النيران الملتهبة والموجهة بالرياح الشرقية الجافة والمسؤولين في سوريا يتفاعلون بمبدأ رد الفعل على الاصوات المنشورة هنا وهناك، حيث وزير العدل استجاب الى صوت الناس ويصدر تعميما يدعو فيه الى تطبيق الاجراء الاشد بحق من تسبب بالحرائق، بينما وزير الادارة الحلية يحرك 5 سيارات اطفاء من دمشق الى الساحل، ودعوة وزير الأوقاف الى صلاة استقصاء هذ جل ما يمكن تقديمه بالنسبة لهم طبعا لم نكن نتوقع أكثر من ذلك .
نداءات الاستغاثة وتهجير الاهالي من قراها وبيوتها وحالة الرعب والخوف والقلق التي عبر عنها اهالي الساحل السوري بصورة شجرة زيتون يحترق داخلها وهي واقفة عبرت عن حالة التعاطف والتعاضدد الشعبي في المنطقة كما كشفت عن التقصير الحكومي وغياب جميع الخطط والسيناريوهات لمواجهة الكوارث وان كل ما قيل عن استعدادات وخطط وأموال دفعت للجاهزية في حال حدوث الكوارث او الزلازل هي عبارة عن فقاعة اعلامية لا أكثر ولا أقل والمتهم اليوم الحرب والحصار مثل العادة .


وحدهم رجال الجيش العربي السوري يتدخلون في اللحظات الأخيرة لتبريد الحرائق وبث الطمأنينة في نفوس الاهالي، كونهم زرعوا على مدى سنوات الحرب ثقة ان الجيش يتعامل مع المسلحين وعودهم على الانتصار وهو اليوم يتعامل مع النيران ويخمدها بصمت بعيدا عن البروظة وتسجيل التصريحات وتقاذف الاتهامات حول أسباب الحرائق التي هي الشغل الشاغل للاهالي اليوم لمعرفة من هو العدو الذي سرق رزقهم في بيوتهم وانتقى أجمل المناطق وافضلها في الساحل السوري ونثر غيمة سوداء من الحزن والفقر فوق سوريا.

Visited 7 times, 1 visit(s) today