فايز قزق مافيوزي خطير!
ينشغل النجم السوري المسكون بالمسرح حالياً بتصوير مشاهده في مسلسل «فرانكلين» المؤلّف من ست حلقات، فيما يتحضّر خلال أيّام لتقديم ماستر كلاس ضمن فعاليات مهرجان «مشكال» في بيروت
,يمكن القول مجازاً إنّ مجده التلفزيوني تأخّر نسبياً، وهذا ليس غريباً على رجل مسكون بالمسرح! رغم أنّه لعب مجموعة أدوار تلفزيونية وازنة، أهمّها شخصية «حسن الصبّاح» في «عمر الخيّام» (سيناريو وحوار غسان جباعي وإخراج شوقي الماجري) و«عبد الملك بن مروان» في «الحجّاج» (كتابة جمال أبو حمدان وإخراج محمد عزيزية) وسلسلة «أمل ما في» مع النجم بسام كوسا، لكنه قطف الحصّة اليسيرة من الضوء قبل عامين فقط من خلال مسلسل «كسر عضم» (كتابة علي صالح وإخراج رشا شربتجي)، ثم انفرد مجدداً بمطرح متقدّم يليق به، عندما صاغ في الموسم الرمضاني الأخير جنباً إلى جنب مع بعض طلّابه مزاج المشاهدين في مسلسل «الزند ذئب العاصي» (كتابة عمر أبو سعدة وإخراج سامر البرقاوي). هنا لعب شخصية «الشيخ إدريس» باقتراح تجسيدي عالي الدهشة وصيغة مدروسة بحرفة، إلى درجة تجعل المتابع معجباً بأداء صاحب الشخصية وقوّة حضوره، وليس بالشرّ الطافح من سلوكياتها. قبل كلّ ذلك، كان قزق قد استفرد بمساحة محترمة من خلال سينما عبد اللطيف عبد الحميد في «رسائل شفهية» و«ما يطلبه المستمعون» و«خارج التغطية»…
على الرغم من كلّ ذلك، يبدو الممثل السوري المرموق معنيّاً بالمسرح أكثر من غيره. يعتدّ كثيراً بأنه عمّر أرشيفاً غنيّاً ومحصّناً على الخشبة، أنجز فيه عشرات العروض ممثلاً ومخرجاً ومشرفاً على طلّاب «المعهد العالي للفنون المسرحية» الذين استحالوا لاحقاً نجوماً على الشاشات العربية، من بينهم: باسل خيّاط وتيم حسن ومحمود نصر وباسم ياخور وشكران مرتجى… لكن يبقى لعروض مثل «تقاسيم على العنبر» و«حمّام بغدادي» لجواد الأسدي و«ريتشارد الثالث» لوليم شكسبير (أخرجه الكويتي سليمان البسّام وقُدّم على أهم المسارح الأوروبية واحتفت به الصحافة الأجنبية) حصّة وافرة في قلبه، ومكانة راسخة في وجدانه وذكرياته!
إذاً، القاعدة بالنسبة إلى قزق واضحة: الانصراف نحو «المعهد العالي للفنون المسرحية» وتبديد كل الوقت والجهد في مختبراته وبين طلابه. تلك وصفته السحرية، لاجتراح الشغف والتفوّق على نفسه، كأنّه يولد من جديد. كان غريباً أن يقول لنا في آخر لقاءاتنا الصحافية معه إنّ حلمه لم يكن مرتبطاً بالتمثيل، بل أراد أن يصبح لاعب كرة قدم، وكان بالفعل يمارس هذه الرياضة في صباه، إلى أن انحرفت بوصلته وصارت لديه وجهة نظر نقدية حول اللعبة الأكثر شعبية، بعدما تحوّلت إلى حالة تجارية تُصرف عليها أموال باهظة حول العالم.
هذا العام، سيكون قزق كالعادة حاضراً في لجنة قبول طلّاب المعهد المسرحي، ولو بمثابة ضيف شرف، بسبب انشغاله بالتصوير وفق ما يؤكّد في حديث مع «الأخبار». وعن سبب إصراره على الوجود سنوياً في اللجنة، يقول: «لنؤكّد للجميع أنّ الأمور تسير كما كلّ مرّة، بشكل قانوني بعيداً عن الوساطة والمحسوبيات والتجاوزات». أما عن الموسم الحالي، فيلفت إلى أنّه يصوّر حالياً مشاهده في مسلسل قصير بعنوان «فرانكلين» (كتابة شيرين خوري وإخراج المصري حسين المنباوي ــ بطولته مع ماغي بوغصن ومحمد الأحمد ــ إنتاج «إيغل فيلمز» جمال سنّان). وعن هذا العمل، يقول إنّه «عبارة عن وجبة درامية قائمة على التشويق، مكوّنة من ست حلقات من الممكن عرضها على منصّة نتفليكس». ويتابع: «سيعتمد جوهره الدرامي على رجل مافيوي من ناحية الشكل والمضمون والمهنة، كونه يعمل في تزوير العملة. ثم تتصاعد الأحداث حول صراعاته وأهدافه وسلوكه الإجرامي الخطير».
في 12 أيلول (سبتمبر) الحالي، ينتقل قزق إلى بيروت، حيث يقدّم ماستر كلاس حول أهمية مفهوم الارتجال كمنهاج علمي في عمل الممثل المتدرّب ضمن فعاليات «ملتقى الشباب في مسرح المدينة» (مِشكال) في «مسرح المدينة».
وعن هذه المشاركة، يقول: «دعتني السيّدة نضال الأشقر مراراً، وسأكون هذه المرّة حاضراً للحديث عن مفهوم الارتجال في المسرح، خصوصاً أنّني قدّمت مجموعة تجارب من هذا النوع على الخشبة، سواءً في دمشق أو أثناء دراستي في أوروبا أو مع الطلاب في الكويت. كانت تجارب مهمة على مستوى استخدام تقنية الارتجال، وهو مفهوم علمي وليس حالة منفلتة أو عشوائية أو لا تحتكم إلى قواعد!». ويضيف أنّ «مسرح المدينة» يحاول «إعادة التذكير في المسرح وأصوله ومبادئه، بعدما أغلقت مسارح عدّة في بيروت، إلى جانب غياب الظاهرة المسرحية في العاصمة اللبنانية وعموم العواصم العربية».
الأخبار