قتلنا نصر الله… ماذا بعد؟
قتلنا نصر الله… ماذا بعد؟ .. ادّعى الباحث الكبير في معهد السياسات والاستراتيجيا في «جامعة رايخمن»، والمدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، شاي هار – تسيفي، في مقابلة مع صحيفة «معاريف»، أن الولايات المتحدة «تتخوف من تصعيد إقليمي»، مستدركاً بأنها «ترى في مهاجمة حزب الله ضرورة ملحّة من أجل تقليص قدراته على العمل عقب الضربة التي تلقّاها المحور الراديكالي». والسبب وراء ذلك أن «حزب الله مسؤول عن مقتل أميركيين على مدى سنوات، ولذا، فإن عدداً من ناشطيه وُضعت من أجل رؤوسهم ملايين الدولارات».
قتلنا نصر الله… ماذا بعد؟
ومع ذلك، رأى أن «أحد المخاوف الكبيرة لدى الإدارة الأميركية هو التصعيد الواسع»؛ وينبع هذا بحسبه من محدّدين اثنين؛ الأول: «أنه عندما تحدث المواجهة الإقليمية الواسعة، فهي لا تشمل الميليشيات فقط، وإنما إيران نفسها.
ولذا، فإن أحد الأهداف المركزية في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والتي تجلّت في السنوات الأخيرة، تمثّل في كيفية احتواء إيران وعدم جرّها إلى حرب واسعة، وممّا يدل على ما تقدّم، حالة الحوثيين. فنحن نرى الأخيرين يعملون، وحتى الآن الأميركيون يمتنعون عن العمل ضد إيران، على الرغم من أنه واضح لهم أن من يوفر جزءاً من الأسلحة والمعلومات الاستخبارية لهم هم الإيرانيون».
الانتخابات الأمريكية
أمّا المحدد الثاني، فهو أن الولايات المتحدة تقف على بعد شهر من الانتخابات الرئاسية، والتي ستجرى في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر. وبحسبه، فإن «الأميركيين يتخوفون من أن حرباً إقليمية واسعة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، وبالتالي إلى ارتفاع أسعار الوقود والمحروقات في الولايات المتحدة، الأمر الذي سيؤثر سلباً على الوضع الاقتصادي، وقد ينعكس بدوره سلباً على نتيجة الانتخابات».
وادّعى أنه لذلك «نحن نرى الضغط الكبير من جانب الإدارة الأميركية على إسرائيل لمنع مناورة برية من شأنها أن تقود إلى تصعيد واسع أكثر من الذي نحن فيه اليوم».
توقّع هايمن أنّ بإمكان الحزب أن «يدخل المعركة بكل القدرات التي بقيت لديه، غير أن ذلك سيكون ضربة صعبة وسريعة»
وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تحدّد صراحة هدفها من الحرب بالقضاء على حزب الله، كما حدّدت ذلك في غزة بالقضاء على «حماس» وقدراتها السلطوية والعسكرية، غير أن تصعيدها الشامل في الأسبوعين الأخيرين يثبت أن لها طموحات شبيهة في لبنان، وهو ما ينعكس في تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يعرّف الحرب منذ البداية باعتبارها حرب وجود إسرائيل؛ إذ إن ما ستفعله الأخيرة بحسبه «سيغيّر وجه المنطقة وسيتردّد صداه في الشرق الأوسط لأجيال».
تحوّل في المعركة
ومع هذا، اعتبر هار – تسيفي أنه «في نهاية المطاف، على إسرائيل أن تنظر من خلال القوس الواسع للمصالح وكيف بالإمكان إعادة الأمن إلى سكان الشمال؛ إذ عليها أن تعرف، إن كانت ذاهبة إلى مناورة برية، ما هو إطار النهاية من جهتها، وكيف عليها أن تعمل مع الأميركيين والجهات الأخرى من أجل أن تنشئ هذا الإطار الواضح الذي في نهايته تتوصل إلى اتفاق تكون نتيجته في مصلحتها»، ما «سيسمح لها بتركيز الجهود على التهديد الاستراتيجي المتعاظم من جانب إيران، بواسطة توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة».
اقرأ أيضا:نجوم سوريون ولبنانيون يودّعون أشرف الرجال: «الجسد غيّر عنوانه فقط»
من جهته، رأى رئيس «معهد أبحاث الأمن القومي»، تامير هايمن، أن اغتيال قيادة حزب الله، وعلى رأسها الأمين العام للحزب الشهيد حسن نصر الله، هو «تحوّل في المعركة»؛ إذ إن نصر الله «أكثر بكثير من مجرد قائد عسكري، وخروجه من الصورة يدفع إلى ردّ عاطفي عميق، والتزام استراتيجي بردّ صعب». وبناءً على ما تقدّم، توقّع هايمن أنّ بإمكان الحزب أن «يدخل المعركة بكل القدرات التي بقيت لديه، غير أن ذلك سيكون ضربة صعبة وسريعة؛ حيث يستطيع توسيع إطلاق النار ليشمل تل أبيب وبقية مناطق إسرائيل، ويمكنه أيضاً أن يحاول تنفيذ اختراق للمناطق الإسرائيلية، لكن قبل كل شيء، ثمة حاجة إلى تعيين بديل، ولذا، قد يأتي ردّ حزب الله كاملاً بعد أيام».
الرد الإيراني
أمّا بالنسبة إلى إسرائيل، فلا يزال يتوجّب عليها أن تقرر الصورة النهائية في لبنان؛ «لأن حزب الله ضعيف، والذراع العسكرية لحماس أخضعت. وإذا ذهبنا إلى صفقة الآن، ومنعنا المحور من تنفيذ الردّ، فسيكون هذا انتصاراً مطلقاً لإسرائيل، وإذلالاً للمحور، وتحقيقاً لكل أهداف الحرب. وفي سيناريو كذاك، سيُعاد المختطفون، وسيتوجّب على حزب الله لملمة جروحه على إثر الضربات الصعبة التي تلقاها».
اقرأ أيضا:تفاصيل جديدة عن الشهيد حسن نصر الله
وبالنسبة إلى إيران، التي يُعدّ حزب الله «مفخرتها»، «فيتوجّب عليها الردّ كي تردع إسرائيل من توسيع المعركة»، بحسب هايمن، ولكن من جهة أُخرى، فإن «إسرائيل في هذه الأيام تبدو عنصراً خطِراً وغير متوقع، وأكثر ردعاً». ولذلك، فإنه «يصعب التقدير كيف سيبدو الردّ الإيراني، وما هي التوجيهات التي سيتم إعطاؤها لحزب الله».
أمّا بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فقد تقاطع هايمن مع هار – تسيفي؛ إذ كما ادّعى «هي لا تريد حرباً إقليمية، وإنّما هدوءاً قبل الانتخابات. والتطورات الأخيرة ليست مريحة للإدارة، إلا أن الرئيس بايدن لا يستطيع أن يقوم بأيّ شيء يبدو عدائياً لإسرائيل، وذلك كي لا يُستغلّ من جانب المرشح الجمهوري دونالد ترامب. ولا توجد لدى الولايات المتحدة خيارات أُخرى، وهي مرغَمة على دعم إسرائيل بالكامل».
الأخبار
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/