اخترنا لكممش عيب

قوارب الموت تلقي بأحلام السوريين في البحر وتعزز مآسيهم

لايزال البحر يبتلع الأبرياء الحالمين بالوصول إلى الشواطئ الأوربية بحثا عن حياة يعتقدون أنها كريمة وأفضل. ولا يزال السوريون يشكلون النسبة الأكبر من ضحايا البحر ومغامريه الذين ضاقت بكثير منهم جميع السبل للعيش الرغيد.
لا شك أن الأزمة السورية حولت حياة الكثيرين إلى جحيم يصعب على العديد منهم وخصوصاً بعد توالي المآسي التي لا يبدو أنهم ستتوقف.
من الصعب جداً أن يقتنع المقيمون ببساطة بأن المغامرة خطيرة وطريق الهجرة غير الشرعية عن طريق المهربين محفوف بالمخاطر. ولا أعتقد أن كلام المعنيين يلقي أية آذان صاغية ناهيك عن أن الحكومة حتى الآن لم تعلق على ماحدث ولا تمتلك أرقام عن الضحايا السوريين. لا شك أن وضعها صعب حتى مجرد قيام الحكومة بتعليق في هذا الشأن لا تحسد عليه لأنها لا تستطيع أن تعد أحدا بشيء ما بسبب الوضع السيء وتداعيات الحصار وتراكم المشاكل الاقتصادية وانعدام السيولة وغيرها من العوامل التي تقض مضاجعنا وتفاصيل حياتنا اليومية.
أية مأساة يعيشها السوري الذي تتالى عليها المآسي بالجملة. ماذا يمكن أن نقول إلا الرحمة والمغفرة للأحياء قبل الأموات من السوريين. ماذا يمكن لنا أن نقول عندما يتردد على مسامعنا تعليقات تفيد بأن الذين ماتوا قد ارتاحوا، حتى وإن كان من يقول ذلك لا يعني ما يقول. ما أصعب الأمر وأي واقع وصلنا إليه، فمن نجا من الحرب جاءه الزلزال، ومن نجا من الزلزال لاقى حتفه في عرض البحر ومنهم من ينتظر ولا يبالي.
أي قدر ينتظرنا نحن الأموات الأحياء، هل ثمة عدالة في هذه الحياة، هل ثمة من أحد يمكن أن يضمد جرحا واحدا من جراحنا أو يزرع بذرة أمل في نفوسنا؟ نرجو المعذرة على ما ذكر أعلاه، على ما يبدو أن خيارنا أن نتعايش مع المآسي لفترة طويلة. رحمة الله تعالى الواسعة على كل السوريين الأبرياء الحالمين وضحايا المآسي والصراعات والحصار أينما كانوا وأينما حلو، والرحمة واللطف لنا نحن الأحياء الأموات.

Visited 42 times, 1 visit(s) today