كبار المسؤولين يأكلون العنب والصغار يضرسون
دمشق..
عندما تسمع خبر إقالة احد كبار المسؤولين والحجز الاحتياطي على أملاكه يتبادر الى ذهنك السؤال حول آلية العمل الحكومي التي ترجح العقلية القبلية على العمل المؤسساتي .
فمثلا اي محافظ يرتبط عمله مع المكتب التنفيذي للمحافظة، ومجلس المحافظة، ومجلس المدينة، والهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، ومديريات القانونية والتخطيط والدراسات والتنفيذ ودعم القرار، وغيرها الكثير من المديريات التي يضطر اي مواطن عادي لديه مشكلة او يريد الحصول على ترخيص معين البحث ودق الابواب والترجي حتى تسير معاملته ويكره مصلحته من جراء العقبات والملاحظات التافهة وابدال الاوراق ولصق الطوابع، ليتبادر الى ذهنك كيف يرتكب كبار المسؤولين المخالفات الجسيمة التي تؤدي الى اقالتهم والحجز على اموالهم وسط هذا الروتين المعقد.
وإذا كان العمل يمر عبر دوائر المؤسسات ما الذي يجبر هذا الموظف غير المستفيد من تمرير المخالفات، وخاصة الجسيمة سوى عدم محاسبته او الخوف من اتصال هاتفي (مشي هذه المعاملة او جيب الختم وتعا وقع هذه للمعلم) مين المعلم الله أعلم يؤخذ بالعبطة وتسير الامور.
و بعد انكشاف المستور والمخالفات لماذا لا يحاسب هذا الصف الإداري المسؤول عن تمرير هذه المخالفات، وبالمقابل تشجيعه بالمكافآت عن كشف كل عملية فساد قبل وقوعها، هل يعقل ان يكون عشرات الموظفين والمدراء فاسدون ويرتكبون المخالفات ويبقون على رأس عملهم .
في المحصلة سلة العنب تذهب الى كبار المسؤولين، ومن يقع منهم يكون بخته في دائرة تضرر من هو أعلى منه، وصغار الموظفين يضرسون من فتات يلقى عليهم كاصلاح سيارة او مهمة خارجية او باب للاستفادة او مكافاة صغيرة.
هذا الحال في سورية ينطبق على المؤسسات الكبيرة والصغيرة، ويضرب بنية عمل الدولة في الصميم، وهو المرتكز الاساسي لأي قصة فساد في سورية حصلت وانكشفت، والمستور يؤكد ان اطنان العنب اكلها فاسدون ومثلها حصرم ضرست الصغار .
A2zsyria