اخترنا لكمعرب وغربمواضيع ساخنة

مؤتمر بروكسل يُسجل الخيبة الثامنة

سجل مؤتمر “بروكسل” الذي خصص حول سوريا؛ الخيبة الثامنة له في دعم مستقبل سوريا والمنطقة بسبب سياسته المفلسة نتيجة الإجراءات القسرية التي يمارسها الاتحاد الأوروبي والدول الغربية على الشعب السوري.

مؤتمر بروكسل

المؤتمر الذي شارك به ممثلين عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة لسوريا، ودول أخرى بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع المدني السوري غابت عنه غُيبت عنه سوريا كما غابت الجدية لدى الدول عن حل أزمة المهجرين السوريين التي تتفاقم مع تنفيذ المزيد من الضغوط عليهم، وخاصة بعد أن خففت المنظمات الدولية خدماتها للمهجرين السوريين ما سينعكس على معيشة هؤلاء وتراجع حصة الدول المضيفة لهم ورغبتها بالتخلص منهم.

وفي حين أن الأردن تستضيف فقط نحو 1.2 مليون سوري، 10 بالمئة فقط منهم يعيشون في مخيمات، و90 بالمئة منتشرون في كل مناطق المملكة؛ إلا أنةممثل الأردن في المؤتمر بدأ يتباكى على حال بلده ويقول لم يتلق العام الماضي إلا حوالي 29 بالمائة من متطلبات برنامج الاستجابة الأردني للمهجرين.

الحل الأمثل لعودة المهجرين

ويرى أن الحل الأمثل يكمن في عودة المهجرين إلى بلدهم دون أن يذكر من سيقوم بتوفير البنية التحتية ومستلزمات العيش للأسر السوريّة العائدة، أو من يقوم بتدمير بيوتها، فهل سيستمر بالمطالبة لجمع التبرعات الدولية لهذه الفئة من أجل تأمين حياة كريمة لها؟.

اقرأ أيضا:قرار عودة موظفي دير الزور هل سيحل أزمة العاصمة

ورغم إقرار العالم بأن الوضع الاقتصادي صعب في سوريا، إلا أن جميع الدول المانحة المشاركة في بروكسل تنصلت من ذكر الأسباب الحقيقية لمعاناة الشعب السوري من سرقة المشتقات النفطية من قبل الاحتلال الأمريكي في شرق الفرات، والحصار الغربي والعقوبات على الاقتصاد السوري الذي يقف عاجزاً أمام استيراد أدوات صيانة صراف آلي؛ فما بالك بمعدات الطيران أو المعامل والمصانع، وما زال بعض العرب يجترون رؤية عربية قاصرة لحل الأزمة في سوريا منذ سنوات يرددون نفس الأسطوانة، وفي كل مؤتمر يسجلون الخيبات المتتالية.

المساعدات انقطعت 

حيث أن الدعوات المتكررة من أجل إحداث صندوق لدعم عودة المهجرين وتشجيعهم قد تكون فكرة جيدة لكن لماذا لم يحدث ولماذا لم تقوم هذه الدول من خلال منظماتها بتبني خطة وصندوق للتعافي في سوريا؟ وبناء البنية التحتية التي دمرها الإرهاب من أجل تأمين عودة كريمة لهذه العائلات التي عانت ما عانته من جراء استغلالها، واستخدامها كملف ضغط على الحكومة السورية، لكن اليوم أصوات هذه الدولة المستضيفة وبعد انقطعت المساعدات التي كانت تتلقاها من جراء استضافتها أصبحت هي المستعجلة في ترحيلهم وتضغط لإنجاز هذا الملف بأقصى سرعة ممكنة.

اقرأ أيضا:دمشق تستعد لاعلان حملة لإعادة المهجرين السوريين

علماً أن مؤتمر بروكسل يقول إنه جمع تعهدات مالية ومساعدات للسوريين بقيمة 30 مليار يورو منذ عام 2011، هذا الرقم المعلن عن المؤتمر وفي حال كان الرقم مجموع بشكل جدي لماذا لم يمنح إما للحكومة السورية أو للمنظمات العاملة في سوريا؟ مع الرقابة الصارمة على عمل هذه المنظمات من أجل تنفيذ مشاريع بنية تحتية من شأنها أن تؤمن عودة كريمة للمهجرين السوريين، ورفع الفقر عن الشعب السوري، وإيجاد مشاريع لتمسكه في منطقته ومنعه من الهجرة.

البكاء على 9 ملايين سوري

وما نفع البكاء اليوم على 9 ملايين سوري تهجر و90 بالمئة منهم غير قادرين على العودة، ولا الاستمرار بالعيش، ولماذا لم تتجرأ هذه الدول المجتمعة في بروكسل بنسخته الثامنة من قول الحقيقة حول من يسرق خيرات الشعب السوري بدلاً من البكاء على الأطلال على المهجرين؟

ختاماً، فإن مؤتمر بروكسل سجل خيبته الثامنة بتعارضه مع مبادئ الأمم المتحدة الناظمة للعمل الإنساني، وغياب الدولة المعنية الأساسية وهي الجمهورية العربية السورية، ونأمل أن تكون آخر الخيبات وآخر المؤتمرات.

أخبار حلب

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress

Visited 26 times, 1 visit(s) today