ماذا يعني إشغال الرأي العام بتنكة و بيدون بلاستيك ؟!! ..
عندما يتم حرف الرأي العام عن جوهر موسم زيتون مُبشر وإشغاله بتنكة و بيدون بلاستيك .. عندما يلهف قلب وزير لعبوة تنك وقلب وزير آخر لعبوة بلاستيك .. عندما تصبح الآراء على قدر الرؤوس .. عندئذ علينا أن نتوقع وجود انقسام حكومي مُستتر بين وزراء تنك و وزراء بلاستيك .. انقسام برلماني بين أعضاء تنك وأعضاء بلاستيك .. انقسام حزبي بين أحزاب تنك وأحزاب بلاستيك .. انقسام شعبي بين شعب تنك وشعب بلاستيك.
عندما يكون لديك موسم زيت استثنائي ويتم التعامي عن معاناة المزارع مع التكاليف واليد العاملة والمعاصر والرقابة ووو.. عندما يتم التعامي عن معاناة المواطن مع سعر هذه المادة الرئيسية .. عندما يتم التعامي عن الجوهر والانشغال بالقشور ,حينها عليك أن تخاف من مستقبل تنك أو بأفضل الحالات بلاستيك.
المضحك أنه بينما هناك وزراء في دول أخرى مشغولون بزراعة الصحاري وملاحقة وقمع قذارات بعض التجار , هنا لدينا وزراء “حاطين رأسهم برأس تنكة و بيدون بلاستيك ” .. وزراء انشغلوا وأشغلوا الناس بمسألة لامعنى لها في ظروفنا الحالية .
والمضحك أكثر في مسرحية “التنكة والبيدون” هو وجود الكومبارس مكان الممثلين الأساسيين أي وزارتي الزراعة والتجارة الداخلية مكان الصحة والصناعة .. بمعنى طالما مشكلة عبوة البلاستيك صحية فهذا يعني ضرورة أن يكون لوزارة الصحة كلمة .. بمعنى أنه طالما نوعية العبوة تؤثر على جودة الزيت فهذا يعني ضرورة أن يكون لهيئة المواصفات والمقاييس في وزارة الصناعة كلمة .. يعني أن زيت الزيتون مسألة أخطر بكثير من أن يتم تمييعها بهذه الطريقة .. يعني أن الفرق بين الحكيم و الجاهل هو أن الأول يناقش في الرأي و الثاني يجادل في الحقيقة .
وهنا يتساءل بعض الناس طالما تعبئة الزيت في عبوات بلاستيكية ليس صحياً , لماذا وزارة التجارة الداخلية تبيعه في صالاتها بعبوات بلاستيك؟ .. لماذا اليوم حتى فطنوا إلى ذلك وتركونا طيلة الفترة الماضية في خطر؟ .. لماذا لم يتم خلال السنوات السابقة توضيح مخاطر البلاستيك وإيجابيات التنك علمياً وتعميمها على الجمعيات الفلاحية ومن ثم المزارعين ليتم تدريجياً اعتماد العبوة الأفضل صحياً؟.
البعض يخشى أن يُعاد عرض تلك المسرحية بحلة جديدة وأن يكون قرار تحويل منع استخدام العبوات البلاستيكية إلى نصيحة هو مجرد ” التفاف تكتيكي” .. بمعنى هناك من يخشى أن نرى عبوة الزيت في المستقبل القريب نصفها تنك ونصفها بلاستيك كحل وسط قد يُرضي جميع عشاق التنك والبلاستيك ومابينهما.
#الساعة_25: نضال فضة