محافظة دمشق اخر همها مناطق المخالفات

دمشق..

الى جانب حي المزة فيلات غربية الشهير بفلاته والمطل على الشام الجديدة او ما يعرف بالماروتا ستي يسكن اكثر من مليون ونصف سوري في حي المزة ٨٦ غرب دمشق .

أجمل اطلالة وأبشع سكنة حيث بيوت الصفيح والقرميد والطوابق الشاهقة والمعرضة للانهيار، والشوارع الضيقة والمياه الاسنة، والصرف الصحي على الطرقات وغياب أدني مقومات السكن الصحي، فغالبية البيوت لا ترى الشمس ولا الضوء، والخدمات معدومة من المزة المقسومة على خطين مدرسة وخزان.

محافظة دمشق على ما يبدو من الواقع غير معنية بأحياء المخالفات لا من قريب ولا بعيد، وتعيش هذه الاحياء على نمط المسلسل الكوميدي حارة “كل من إيدو إلو”، حيث كل صاحب سيارة يحجز موقف لسيارته في الشوارع الضيقة، وغياب المدارس عن المزة باستثناء مدرسة واحدة، والطلاب تذهب أكثر من ٢كيلو متر للوصول الى اقرب مدرسة، وهذا الكلام موجود في وسط العاصمة، وفي احياء من سخرية القدر يقطنها كبار الموظفين في الدولة والاجهزة المختصة، ومع ذلك القدر مكتوب على هذا الحي العيش بتعاسة.

الغرفة الصغيرة في هذا الحي اجارها في الشهر ٥٠ ألف ليرة، وثمنها ١٠ مليون وهناك العديد من اللصوص تتاجر بأسعار وهمية مستغلين قلة المعروض نتيجة هجرة الديرية الى دمشق وقدرتهم على التسديد لكون اقاربهم في الخارج يرسلون لهم الحوالات المالية، ويبقى ابناء الفقراء المعترين في بيوت غير صالحة للسكن البشري، ولا حول ولا قوة لهم لا على دفع اجار منازلهم، ولا شراء غرفة حتى لو كانت من صفيح نتيجة الزعرنة في الاسعار دون حسيب او رقيب.

مخالفات البناء ما زالت تنمو كالفطر في بداية الشتاء دون أدني شروط صحية، وتجار يهمها فقط الربح الفاحش، كونها محمية من جهات تقاسمها الربح، والا لماذا يسمح لها بهذه المخالفات.

حال منطقة المزة ٨٦ معقد جدا، ومن المستحيل تنظيمها في الواقع القائم، كما من المستحيل تهجير أكثر من مليون ونصف منها والحال غير مطمئن مع هذه الهزات الارضية والارتدادية، كون هذه البيوت صنعت على عجل وبشروط فنية غير مطابقة للمواصفات وترقص من دون هز.

سكان المزة نسوا التنظيم والملكية همهم اليوم كهرباء من دون انقطاعات متكررة نتيجة الاحمال الزائدة والسرقات، وطرق من دون حفر وطين، ومن دون مياه وادنى الخدمات من انارة شوارع ، وجمع القمامة، وضبط التجارة غير الشرعية في اسعار العقارات والايجارات واسعار المواد في المحلات.

A2Zsyria