اخترنا لكمعبي بالخرج

مشافي وعيادات ومخابر تتحول الى مسالخ ..!!

في مكان يعبثون بالأخلاق والأقدار, ماذا لو كنتَ موظفاً نزيهاً أو من باقي طائفة الفقراء مادياً وخيّروك بين الذهاب في “مشوار” مع عزرائيل أو دفع 25 مليون ليرة أجرة عملية جراحية فماذا تختار؟ .. لو خيروك بين “مناطحة” الموت أو دفع مئة ألف ليرة شهرياً ثمن دواء لمرضك المزمن فماذا تختار ؟ .

هي خيارات تذبح السوريين بعدما تحولت غالبية المشافي والعيادات والمخابر الطبية إلى مسالخ .. بعدما عجزت الدول المتطورة خلال عشرات السنين عن إرسال شخص واحد إلى سطح المريخ فيما استطاعت منظومتنا الطبية خلال وقت قصير إرسال آلاف الاشخاص إلى السماء السابعة .

اقرا أيضا:التعايش مع فيروس كورونا واقع لا مفر منه .. هذا ما يحدث في المشافي

في مكان يتغنى البعض بشبه مجانية الطبابة هل يعلمون مقدار الفساد الذي طال المشافي لجهة الأجور والدور الخاص بالعمليات الجراحية والتحاليل والتصوير وصرف الأدوية وغيرها من الخدمات الطبية الاخرى؟ .

يعبثون بالأخلاق والأقدار ويأكلون مع كل ذئب ويبكون مع كل راعي..!!

في مكان يكثر من يأكلون مع الذئاب ويبكون مع الرعيان هل مكتوب علينا إذا احتجنا لعملية جراحية أن نخضع لكم هائل من الذل أمام أبواب ما تسمى بالجمعيات الخيرية أو من يطلقون على أنفسهم بالمتبرعين و فاعلي الخير وخاصة زمرة ” تجار الحرب ” و “حديثي النعمة” .. إنه لأمر مؤسف أن نتسول علاجنا وحقوقنا على أبواب سوداء .
في مكان أصبح التأمين على السيارات إجباري وعلى صحة الناس اختياري، هل يعلمون ماذا حل بالدراويش بعدما تم رميهم في أحضان شركات التأمين الصحي التي ولأسباب لم تعد خافية على أحد تمتلك صلاحيات مطلقة برفض وقبول تمويل الخدمة الطبية وفقاً لمزاجيتها ومصالحها طبعاً فضلاً عن رفض الكثير من الأطباء إجراء عمليات جراحية من بوابة التأمين طمعاً بهوامش أرباح مفتوحة .

اقرأ أيضا:أين جودة و مجانية الخدمات في المشافي العامة ؟

بعدما أصبح السرير أخطر مكان بالنسبة لنا حيث يموت أكثرنا عليه ,هل يستطيع من يبرر رفع أجور الطبابة والعمليات الجراحية تحت ذريعة هجرة الأطباء وارتفاع سعر صرف الأخضر وتأمين تكاليف عمليات الصيانة والقطع البديلة لبعض الأجهزة المستوردة ولاحتياجاتها الطبية أن يجد حلاَ لمريض تدفعه تكاليف العلاج لتفضيل الذهاب مع ملاك الموت .
بعض أصحاب الرؤوس المربعة يٌصر على خطاب أن أجور الخدمات الطبية عندنا أقل بكثير من باقي دول العالم متناسياً أن من يتقاضى أجراً شهرياً بقيمة 20 دولار غير من يتقاضى أكثر من ألف دولار .

أين وزارة الصحة؟!

أين وزارة الصحة والجهات الرقابية من فلتان ومزاجية أسعار الاطباء والمشافي .. لماذا لا يتم إلزامهم بوضع قوائم بتسعيرات محددة ومعلنة والتقيد بها تحت طائلة المسؤولية .. إنه لأمر مؤسف أن القاضي والطبيب يقتلان دون أن يعاقبا.

لاشك هناك قلة من الأطباء ممن حافظوا على شرف المهنة .. هؤلاء لا يمكن مقارنتهم بزملائهم ممن فقدوا إنسانيتهم وبرروا لأنفسهم الإثراء الفاحش على حساب حاجة المرضى وخاصة الدراويش .. إنه لأمر مؤسف أننا لا نستطيع الوثوق تماما ًبالأطباء في وقت لا نستطيع الاستغناء عنهم .
قال نابليون بونابرت : سيكون للأطباء المزيد من الأرواح للإجابة عنها في العالم التالي أكثر مما لدينا نحن الجنرالات.

الساعة 25: نضال فضة

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/

Visited 22 times, 1 visit(s) today