من ساحة يوسف العظمة إلى مشفى اللاذقية من يوقف الانتهاكات الفردية ؟!
خاص-
إضراب فوج إطفاء دمشق في ساحة يوسف العظمة بقلب العاصمة دمشق، بعد قيام أعضاء الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” بمحاولة إلغاء وجودهم وإحالتهم إلى منازلهم، ومن ثم التراجع عن القرار وسط الضغط الشعبي الذين قاموا به يؤكد الأمر أن القرارات الارتجالية التي يقوم بها البعض غير موافق عليها من قبل إدارة العمليات العسكرية العليا.
ساحة يوسف العظمة
القرارات الارتجالية سمعناها أيضا من قبل عسكري من الهيئة يأمر مدير المشفى الوطني باللاذقية ممنوع اختلاط النساء والرجال في المصعد، وهذا الأمر أيضا تصرف افرادي لكنه له تبعات كبيرة على الشارع السوري، وخاصة الجميع يعلم أن المستخدمين في المشافي هم رجال يجرون أسرة المرضى من الغرف إلى غرف العمليات مع رفقة ذويهم، وإلى غرف الأشعة والتصوير والطبقي والمرنان وغيرها، فمن أصدر هذه التعليمات لا يعلم طبيعة العمل في المشافي الذي يفترض أنه عمل إنساني بحت وليس عمل ديني.
اقرأ أيضا:ابراهيم : نشر ثقافة الدفاع المدني على اوسع نطاق
500 صحفي من وسائل عربية وأجنبية يبحثون بالفتيلة عن جرائم النظام البائد في السجون، أو قصص مخفية من أجل الفوز بعناوين ومانشتات في صحفهم وإذاعاتهم وشاشاتهم، لكن ما نتمناه أيضا أن يكون وجودهم بهذه الكثافة الضامن الأكبر على التجاوزات التي يمكن أن تحدث خارج السياق المرسوم لهذه المرحلة من قبل المنظمات الدولية، أو حتى من قبل الدول التي تسارع لفتح سفاراتها في العاصمة دمشق.
صحيح أن جرائم النظام البائد يجب أن توثق، وأن تأخذ حقها وتصل إلى جميع أصقاع الدنيا، لكن في المقابل على جميع الزملاء أن يدركوا أن هذه المرحلة تحمل ما تحمله من الحساسية، وإذا كنا جميعا ندعي الحرص على نجاح هذه المرحلة علينا أن نضوي على هذه التجاوزات الفردية التي من شأنها أن تزيد التوتر والقلق، وتكسر الثقة بالمرحلة القادمة.
قانون التأمينات هو الفيصل
النفس العام الذي يشاع بين الناس أن الإدارة الجديدة ستتخلى عن الكثير من العاملين في الدولة، وبدأت الإشاعة تنتشر في السورية للاتصالات كما ستتخلى عن رواتب المتقاعدين من العسكريين وسيفقدون حقوقهم، وهذا الأمر الحكم فيه هو القانون السوري، فمن دفع من رواتبه تأمينات من أجل أن يحصل عليها في نهاية خدمته عليه أن يحصل عليها، وقانون التأمينات واضح تماما في هذه المسألة لكن على ما يبدو أن التصرفات الفردية غير المسؤولة هي ما يسبب هذه التكهنات والاحتقان.
اقرأ أيضا:تدريب مجاني على التصرف الصحيح وقت حدوث الزلزال
اليوم جميع الإعلاميين في بلدي ينتظرون التوجهات من أجل العمل، ويتفرجون على زملاء المهنة من وسائل الإعلام الأجنبية والجميع عينه ويسأل عن أي فرصة معاهم حتى لو كانت حمل السيبة لهم، أو معدات الكميرا، لأن الفقر والحاجة والتزام المعيشة لا ينتظر أشهر لتحسين معيشتهم أن كان هناك نية لتحسينها.
الإدارة العسكرية التي سمحت ل500 وسيلة إعلام التحرك على الأرض في سوريا من دون حسيب أو رقيب وهذا أمر لم يحدث في أي دولة أخرى، يجب أن لا تخاف من وسيلة إعلام سورية لها جمهورها ومتابعينها، وحتى لو تم منعها أعتقد أن السيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي من المستحيل جدا، وأعتقد أن المنظمات والدول المعنية تراقب النفس العام في سورية عبر مواقع التواصل، ولها أدواتها الذكية في تحليل ردود الأفعال .
A2Zsyria
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress