هذا سبب انخفاض كمية المواد في سلل المساعدات
دمشق..
تعمل في سوريا أكثر من 2060 جمعية خيرية مرخصة، في توزيع المساعدات الإنسانية والأعمال الخيرية الأخرى، من رعاية مسنين وتقديم للخدمات الصحية ورعاية ذوي الإعاقة والأطفال المشردين وغيرها، وأصحاب الحظوة منهم من يشبّك مع منظمات دولية لتنفيذ برامج وتقديم المساعدات.
وبحسب مصادر بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لـ”أثر برس”، تراجعت كمية المساعدات التي كانت تأتي من المنظمات بنسبة 40 % بعد الحرب في أوكرانيا، مما انعكس على نوعية سلل المساعدات المقدمة، ومن يتلقاها لاحظ أن بعض السلل انخفضت قيمتها.
حيث تتنوع السلل بين المقدمة من قبل الهلال الأحمر والمقدمة من الجمعيات الأخرى، وفي كثير من السلل تم تخفيض الزيت مع غياب المعلبات والفاصولياء الحب، كما تم تقليل كميات العدس المجروش كون أسعاره مرتفعة، إذ يبلغ اليوم ثمن أفضل سلة مقدمة كل ثلاثة أشهر بحدود 200 ألف ليرة سورية، وتم تنظيم العمل في توزيع السلل من خلال إرسال رسائل قبل التوزيع.
وأشارت المصادر إلى أن دور وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل يقتصر على ترخيص الجمعيات ومراقبة عملها دون تقديم أي مساعدات مالية أو عينية لها، أي أن دورها إشرافي فقط ولا تتدخل في الخدمات المقدمة”.
وهنا أوضح مؤسس جمعية “ساعد” التنموية ورئيس مجلس إدارتها عصام حبال لـ “أثر” أن “أغلب الجمعيات تعتمد في تمويلها على المنظمات الدولية التي تقدم لها مختلف أنواع الإغاثة من الكسوة والتدفئة والطبابة وسلل غذائية وغيرها، وهذه المنظمات خفضت مساعداتها للشعب السوري بعد الحرب في أوكرانيا، ويجب على جميع الجمعيات والمجتمع الأهلي التحضير لوقت لن يكون لدينا حصة من هذه المساعدات الدولية، وعلينا الاعتماد على أنفسنا وعلى المتبرعين من المجتمع المحلي، وعلى المجتمع احتواء الجمعيات من اجل الاستمرار في عملها”.
وحول عدد الجمعيات المرخصة في سوريا، بين حبال أن عددها قليل جداً أمام المهام الملقاة على عاتقها، داعياً إلى زيادة التعاون بين الجمعيات والتشارك بين من لديه التمويل ومن لديه الكوادر المؤهلة ومن لديه الأفكار والعمل بتشاركية والاستعداد ليوم خروج المنظمات من سوريا.
وأشار حبال إلى أن المبادرات التي عملت عليها جمعية ساعد من “خسى الجوع وأمنية ودفا لمحبتنا” وجميع المبادرات، من تمويل المجتمع المحلي.
وأكد حبال أنه لا يوجد في سوريا دراسات عن احتياجات السوق للعمل على تدريب بعض الفئات الضعيفة والعاطلة عن العمل وتأهيلها، فهي بحاجة إلى ورشة عمل تضم جميع المعنيين في الدولة لإصدار التوصيات ورسم خطة الإغاثة وما نحتاجه وإلى أين سنذهب.
أشارت رئيس مجلس إدارة جمعية “همم” لذوي الإعاقة صباح الدخيل بحديثها مع “أثر” إلى تقديم التدريب والرعاية لعشرات الأطفال واليافعين من ذوي الإعاقة، ونقلهم أحياناً من القنيطرة إلى دمشق للمشاركة بالأنشطة الرياضية والترفيهية وإعادتهم.
وبينت الدخيل أن الجمعية تتلقى المساعدات من بعض التجار والأصدقاء، عدا عن توجيه كتب رسمية من أجل جمع التبرعات من المساجد لكن هذه التبرعات تكون في الحد الأدنى كون الوضع الاقتصادي صعب جدا اليوم على الجميع.
ونوّهت الدخيل إلى انخفاض التمويل المقدم من بعض رجال الأعمال بسبب الغلاء، بل وأصبح بعضهم يستفيدوا أكثر مما يفيدوا، داعية إلى تقديم الدعم إلى الجمعيات التي تقوم بتقديم التدريب والتعليم لذوي الإعاقة ومحاولة تحسين من سلوك هذه الفئة ودمج من يستطيع منهم في المدارس ورياض الأطفال أو في سوق العمل، وهذا الأمر يحتاج إلى الدعم وعدم ترك الجمعيات تبحث لوحدها عن متبرعين.
وأوضحت الدخيل أن هناك فريق عمل يساعدها على عملها من المتطوعين، واليوم مع صعوبة الظروف أصبح تنقل المتطوع صعب، بالإضافة لصعوبة تأمين الكادر المدرب والقادر على التعامل مع الأطفال من ذوي الإعاقة وخاصة من يكون سلوك عدواني.