اخترنا لكمتقارير خاصةمواضيع ساخنة

هل كان سعد الحريري يسمع الموسيقى أم خلاصة حكم المحكمة

بيروت..
بتقرير يربو على 2600 صفحة وبعد ما يزيد عن الخمسة عشر عاماً المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تفسر الماء بالماء بعد الجهد والتعب والكثير من التكاليف التي تكبدها لبنان الشقيق، وأصر عليها فريق لبناني يدعي استئثاره بالوطنية ومحبته للراحل الحريري الذي خلف وراءه تركة ثقيلة وورثة أقل ما يقال عنهم أنهم لا يشبهونه في طريقة تفكيره ونضجه وحضوره وحتى في برغماتيته التي لا يستطيع أحد ان ينكرها. وسواء أحببنا أم لا فالرئيس المرحوم الحريري كان شخصية لها حضور إقليمي كبير وكان يتمتع بعلاقات قوية مع كثير من اللاعبين الإقليميين والدوليين وكان لبنان في عهده أفضل مما هو عليه الآن (بغض النظر عن الآلية التي كان يدار بها لبنان اقتصادياً وسياسياً)  وبعيداً عن ملفات الفساد وتحكم رأس المال بمجريات الأمور إبان عهده).

لا نعلم عن كان سعد الحريري يستمع إلى المحكمة الدولية أم إلى أغنية فرنسية، فمن شبه المؤكد أن الشيخ سعد لم يكترث يوماً لحرمة الميت ولا لسمعة والده، وأصر منذ اليوم الاول لرحيله على التصرف كمراهق لا يشبه أحد من السياسيين الذين عهدهم لبنان. هناك عدة أسئلة يجب أن يسأل عنها الشيخ سعد وفريقه، وعلى اللبنانيين من فريق الحرية والاستقلال أن يراجعوا أنفسهم ويسألوا قادتهم عن الحقيقة هذه المرة وليفكروا مرة واحدة كيف لهؤلاء السياسيين أن يقودوهم إلى التهلكة وإلى الفوضى. كم كانوا سذجاً عندما انقادوا بمثقفيهم وراء هؤلاء المراهقين السياسيين الذين أصروا إلى يوم أمس أنهم  سفينة خلاص لبنان.

كم هو رائع أن نرى اللبنانيين اليوم يتظاهرون لطلب تدويل التحقيق بتفجير مرفأ بيروت علّ الأفرقاء ينتظرون عدة عقود ليُقال لهم بأن فسادهم وإهمالهم هو المسبب، وليس هناك من حجة دامغة قوية على ان التفجير مدبر من قبل جهة محلية او إقليمية، وأن البيانات التي تم الحصول عليها من الأقمار الصناعية ورادارات الدول الإقليمية لا تؤكد وجود شبهة تفيد بأن جهة خارجية مسؤولة.

لا شك أن المرحوم رفيق الحريري قتل اليوم للمرة الثانية ولكن هذه المرة بأيدي من يدعون السير على نهجه، نعم لقد قتله حقدهم الأعمى ومصالحهم الضيقة ونفاقهم وقلة بصيرتهم وتبصرهم. يجب على الحكومة السورية أن ترفع دعوة قضائية أمام المحاكم الدولية ضد كل من أساء لسوريا من الأفرقاء اللبنانيين وتحميل هؤلاء كل التنكيل والإساءة التي تعرض لها السوريين منذ يوم مقتل الحريري وإلى الآن.

نتمنى أن يخرج الإعلام السوري هذه المرة للتذكير بأن الحملات التي كيلت فيها الادعاءات للسوريين بالمسؤولية لم تكن كيدية فحسب بل كانت مقادة من قبل ماكينة إعلامية لا يهمها إلا التضليل والتشكيك ورمي التهم جذافاً، لقاء اعتبارات سياسية واصطفافات إقليمية بغيضة.

رحم الله الرئيس الحريري الذي مات ولم يخلف وراءه أحد، “كنا نقول اللي خلف مات ولكن رفيق الحريري ما خلف واللي بيقول إنو خلف سعد بتوقع بعد اليوم ممكن يكون إلو رأي مختلف”. الرحمة والمغفرة للرئيس رفيق الحريري الذي نكل بجثته اليوم وأعيد التمثيل بها بحضور من أصر على المتاجرة بدمه. من شاهد اليوم سعد الحريري في جلسة المحكة لا يشك لحظة بأنه كان يستمع إلى الموسيقى ولا يعير إذنه لما تنطق ونطقت به المحكمة الدولية.

A2Zsyria

Visited 10 times, 1 visit(s) today