اخترنا لكمتقارير خاصةسوشيال ميديا

هل ينجح التكتيك التي اتبعته الحكومة في أزمة الكورونا في حل الأزمة الاقتصادية

دمشق..
لا شك بأن الحرب والحصار والأزمة الاقتصادية العالمية وقانون قيصر قد أثر على كافة مكونات الشعب السوري من موظفين وصناعيين وتجار ومزارعين وأصحاب مهن حرة وعمال مؤقتين ومستثمرين. ولا يختلف كثيرون على أن الأداء الحكومي في آخر سنتين كان متواضعاً ولا يرتقي إلى معاناة الناس التي وصلت معها أحوالهم حدود قاسية وموجعة.

ومن منا لم ير كيف أن الحكومة اتبعت في الفترة السابقة وعلى مدى عدة أسابيع تكتيكاً خاصاً للتعامل مع جائحة الكورونا لا ينسجم مع ما قامت به منذ ثلاثة أشهر عندما تم إغلاق البلد ومن دون حتى وجود حالات مسجلة كثيرة. نعم الإمكانيات متواضعة والجائحة العالمية فتكت باقتصادات أعتى الدول، ورغم مناشدة الناس للحكومة للتصرف والقيام بإغلاق جزئي أو تخفيف التجمعات كتأجيل امتحانات الجامعات وحتى إلغائها، إلا أن الحكومة والوزارات المعنية تجاهلت ذلك وأصرت على أنها اتبعت الإجراءات الاحترازية اللازمة مع معرفة الجميع بأن هذا لم يكن دقيقاً لأسباب منها قلة السيولة واحياناً غياب المسؤولية والتعاون من قبل العامة ناهيكم عن استحالة اتباع الإرشادات ضمن الظروف السورية الخاصة والتي لا أحد يستطيع أن ينكر الوضع الاجتماعي السوري القائم على التواصل بين الناس لأنهم اعتادوا عليه ويعتبر جزء من الثقافة الشرقية.

إن سياسة التجاهل النسبية التي اتبعتها الحكومة أعطت بعض النتائج الطيبة التي بدأت تظهر نتائجها، إذ أن حالات الكورونا الآن أصبحت أقل وأن الأعداد المسجلة في المشافي تشهد انخفاضاً ملحوظاً والوضع العام يتجه نحو الاستقرار والسيطرة على المرض. طبعاً هذا أمر يسر كل السوريين ويبعث في نفوسهم التفاؤل. وطالما أن هذا الموضوع في طريقه إلى الحل بطريقة الاصطفاء الطبيعي بمعنى أن الأمور لا بد لها في النهاية من أن تستقر على حال ما وهذه الحال قد تكون أفضل مما كان الناس عليه (على مبدأ اترك العاصفة وبعد انتهائها لا بد من أن الوضع أفضل). حقيقة هذا ما حدث لنا في أزمة الكورونا ونحن اليوم أكثر راحة من تبعاتها على السوريين واجتاز البلد المرحلة الأخطر وهذا شيء جيد لنا جميعاً.

وبالعودة إلى الوضع الاقتصادي المتردي الذي يزيد من معاناة الناس اليومية وينذر بتحويل حياة الكثيرين إلى بؤس حقيقي وفاقة موجعة. وإذا ما اتبعت الحكومة نفس التكتيك إبان أزمة الكورونا واستمرت بتجاهل أحوال الناس الصعبة فلا بد أن نصل إلى وقت يكون وضع الناس فيه أحسن ولكن كيف؟ هذا السؤال سيكون برسم الحكومة الجديدة التي لم تر النور بعد. لا أحد يعلم قد تكون حكومة السيد عرنوس المرتقبة حكومة الخلاص السوري من براثن الفقر وقد تستطع أن تخرج المارد من قمقمه وتطلب منه نقل البلد والناس معه إلى حال أحسن.

إن الاعتقاد بأن الاستمرار بتجاهل أحوال الناس قد يفضي إلى تحسن، يحتاج إلى معجزة لإثباته. ولا نشك لحظة أن الحكومة السورية بتكتيكاتها العجيبة والغريبة لم تكن يوماً بعيدة عن إيهامنا بأننا نعيش في زمن العجائب والمعجزات. لسان حال الناس الذي يقول إن زمن المعجزات قد ولى لا يمكنه التغاضي عن إبداعات الحكومات السورية السابقة التي وصلت حدوداً فاقت أي تصور. نتمنى على الحكومة الجديدة المنتظرة إن أرادت أن تتبع التكتيكات الحكومية السابقة أن تعلم أن تكتيك التجاهل معدٍ وإن فتك بالناس وبدؤوا بسياسة التجاهل فقد يضطرون لتجاهل الاهتمام بولادة الحكومة ليأسهم من أية إمكانية إصلاحية أو تحسن لأوضاعهم، عندها قد يأتي يوم ليس بالحسبان ويشهدون ولادة حكومة تستمع لهم وتعمل من أجلهم (وبهذا يكون تكتيك التجاهل هو التكتيك الذي جمع السوريين حكومة ومواطنين).

A2Zsyria

Visited 6 times, 1 visit(s) today