وزارة التموين تغرق بالوحل .. إفتعال المشاكل بدلا من حلها
دمشق..
تتوالى القرارات الحكيمة والتعاميم الصادرة عن وزارة التموين، لتتحفنا بقرار جديد يقضي بنعاقبة الفرن الذي يبيع لأكثر من بطاقتين للمواطن الواحد. وعلى ذمة الوزارة وأصحاب القرار أن الهدف هو وقف المتاجرة بالخبز، لأن بعض المواطنين يبيعونه بقصد الربح والاستغلال الذي يمكن لحظه على شكل بسطات أمام الفرن ( ماعاد فيه استغلال غير هون).
لا شك أن الوزارة ستجد المبررات لأي قرار وسنفترض دائماً حسن النية، ولكن ثمة سؤال لمعالي الوزير، كيف سيحصل العاجز والمريض والمسافر والذي تقتضي طبيعة عمله مواظبة الدوام أثناء فترة عمل الخبز. هل يريد المسؤولون في وزارة التموين من المعمرين التسمر أمام طوابير العز في أفراننا المنتشرة على ربوع البلد. تصوروا الحالة التالية، مواطن يقوم بمهمة شراء الخبز من الفرن له ولأهله ولأهل زوجته المعمرين ومعه 3 بطاقات، هل هذا يعني أنه لن يحصل على مستحقاته وأن الفرن سيتعرض للمساءلة والعقوبة من قبل وحدة التدخل السريع في وزارة التموين.
لا نعلم لماذا تريد الوزارة أن تخلق مشكلة جديدة بدل أن تحل المشاكل الموجودة.
نعم غرقت وزارة التموين في وحل يصعب أن تخرج منه، فمرة تمارس دور الشرطي ومرة أخرى دور الواعظ الديني وتارة ثانية دور الاتحاد الرياضي( ممثلا بطوابير الوقوف) وأحياناً دور وزارة الصحة. لا شك أن الإمكانيات متواضعة والمشاكل مستعصية ولكن لماذا كل هذا التراجع في الأداء ولمصلحة من؟
سوء الإدارة وفساد المديريات ومدراء الصالات لا تحله القرارات التي تخلق مشاكل إضافية بين الناس. لم تكن يومياً مشكلة الناس من يبيع الخبز أمام الفرن وبسعر أعلى.
مشكلة الناس في ادارة الدعم وتأخره وجودته وطريقة توزيعه، وإن لم تعترف الوزارة بالمشاكل جهرا و ببساطة شديدة وجلية فلن تستطيع أن تحل مشكلة واحد، وسننتقل من انحدار إلى انحدار آخر.
كل مانخشاه أن يأتي يوم ويخرج إلينا معالي الوزير بصورة فاتورة مدعمة بصورة ربطة خبز صغيرة لصديقه في دبي ويقول ثمن هذه الربطة المكونة من خمس خبزات دولار واحد وقد اشتراها من مخبز هارودز في دبي( إن شاء الله ما يطلع معالي الوزير والمكتب الصحفي يرد علينا ويخبرنا إنو متجر هارودز بلندن وما عندو فرع بدبي، والله بيعملوها).
كان الله في عون من يستحق العون، وأعاننا جميعا على قرارات وزاراتنا الخدمية الحكيمة.
A2Zsyria