وزير التجارة يعدكم بازدهار غير مسبوق …كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
دمشق..
على الريق نشر وزير التجارة الداخلية ملصقه الذي يحتوي العديد من المديح والاطراء، ويقول به ان القادم أجمل، وان الخطوات الصغيرة التي تخطوها الحكومة ستصل الى ازدهار غير مسبوق، والغد جميل والله شاهدا على كلامه.
للامانة كان موعد استيقاظي باكرا واستمعت الى مطالب أولادي المدرسية، ومطالب زوجتي المنزلية، والاستحقاقات المتوجب دفعها فورا، والفرنكات القليلة الموجودة في جيبتي، ومن ثم قرأت منشور معالي الوزير وجلست أكتب … في الوهلة الأولى تجنبت الكتابة بحدية والرد على هذه الترهات، ومن ثم عدت بالذاكرة الى سلوك وزير التجارة منذ قدومه الى الوزارة الشي الوحيد الذي تذكرته هو ارتفاع الاسعار، وازدياد عدد البوستات والامل، وكأن هذا الوزير يرد منا جميعا ترك هموم المعيشة والتوجه الى التضرع وعلم الطاقة لتنفتح طاقة القدر امامنا، وتحل مشاكلنا ونصل الى الازدهار الذي يتحدث عنه.
معالي الوزير لا يعاني من أزمة النقل، وآخر همه مخزون لمازوت، ولا يعرف المكدوس كونه من الاكلات الشعبية فيتحسس على حدته ولا يفكر بسعره، وسعر كيلو الجوز 23 الف بينما يباع في الاسواق 32 الف، ولا يفكر بشراء ليتر زيت كون المونة تأتيه عن سنوات ومن أفخر أنواع الزيوت، ولا يفكر بغلاء القرطاسية والمستلزمات المدرسية، ولا يسمع الى مطالب أطفاله بشراء الحلويات الذي لم تدخل معدتهم منذ سنوات كون الاصناف الفاخرة لا تغادر منزله، ولا يتحسر لعدم قدرته على شراء الفواكه كون الانواع الاستوائية والفاخرة لا تغادر ثلاجة منزله، ولا يحس بطعم الانتقال من بيت الى آخر، ولا بهاتف يرن يرفع أجرة منزله، ولا يدفع أجور نقل الى أطفاله المحشوين مثل المكدوس في سرفيس وأجور مرتفعة جدا، ويعتبر نفسه غير معني في ضبط هذه الاجور كونه الامر يحدث بالاتفاق .
الوزير يستيقظ صباحا بنشاط وحيوية ولا هم له سوى زرع الامل الكاذب لدى الناس، والاعجاب بحجم اللايكات التي يزداد على صفحته، وآخر همهم الاستماع الى هموم الناس، يمكن انه يراقب من حاشيته من أعجب بمنشوره، ومن علق بتملق، وآخر همه من ينتقد عمل الوزارة أو أسلوب الوزير غير المسبوق في مخاطبة الشارع الذي يغلي من الفقر والتعتير والجوع بمنشورات فيسبوكية صميدعية .
معالي الوزير من وجهة نظر شخصية ان هذه الصفحة التي تنشر عليها هي تمثلك بصفتك الحكومية، وهذا يعني وما أفهمه ان الحكومة راضية عن هذه الكتابات والترهات والوعود الخلبية للمواطن، صحيح نحن لم نفقد الأمل ونعمل في الليل والنهار من أجل الوصول الى حالة سد رمق الجوع، وهذا لا يتحقق الا بشق الأنفس، وبالجزء اليسير، ولا يعني ان القادم أفضل، وخلال سنوات الحرب والجميع يعلم أن الألم سببه داخلي وخارجي وهذه المنشورات بالنسبة الي شخصيا أحد أسباب الألم الداخلي، كون الحديث الحكومي في واد والعمل على الارض في واد آخر، ولا يسعنا سوى التذكير بقول العزيز الحكيم لمَ تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.
A2Zsyria