آمال السوريين بعد التحرير … رؤية شاملة للتعافي والإزدهار
خاص-آمال السوريين بعد التحرير .. لا شك بأن النظام البائد خلف تركة ثقيلة يصعب على أي حكومة حل مشاكلها. والمشاكل ليست في قطاع واحد وإنما تشمل كل القطاعات الاقتصادية والخدمية والثقافية والتعليمية والمالية والإدارية ناهيكم عن السياسية والقانونية والأمنية وحتى بنية العقد الاجتماعي لم تسلم من الضرر.
الفرح الذي عبر عنه السوريين جميعاً بسقوط الديكتاتور وحكم الفرد الواحد كان صادقاً وهو تعبير عن حالة الأمل التي ظهرت بعد سنين من تلاشي الأمل بأي إصلاح نتيجة عنجهية وغباء وصلف القيادة واستهتارها وغرورها وانفصالها عن الواقع. طبعاً لن ننسى صرخات السوريين على مدى عقود وآلامهم ومآسيهم التي تدمي القلب وتدمع العين.
آمال السوريين بعد التحرير
مع هذا الأمل بدأت الحكومة المؤقتة مع الإدارة الجديدة صفحة جديدة مع السوريين تقوم على تعميم ثقافة الاحترام وعدم الانتقام واستيعاب الجميع في بلد يحفظ كرامة الجميع، بلد للسوريين جميعاً لا يشبه ما كان في عهد النظام البائد. فتم تحرير المعتقلين جميعاً وفتح المجال أمام حرية التعبير والتظاهر السلمي وللحق إلى الآن لم يعتقل متظاهر طالب بأي شي، وهذا أمر كنا ولا نزال وسنبقى نقول بأنه إنجاز لا يجوز الاستهانة به وهو مكسب لكل السوريين.
اقرأ أيضا:المسرحون تهمة باطلة تتمسك بها الإدارة الجديدة
حتى الإعلاميين إلى الآن لم يطلب إلى أي منهم أن يصمتوا ولم يهددوا بالسجن وهذا شيء لا شك بأنه في صالح السوريين والحكومة معا لأن الصحافة وحريتها (مع المسؤولية والوعي) في مصلحة الجميع مواطنيين وحكومة. كما تم اتباع سياسة الانفتاح المالي التي خلصتنا من رعب حدى ذكر الدولار، تلك السياسة الغبية التي اتبعها النظام البائد والتي اجهز فيها على الاقتصاد الوطني ومكنته من جمع الثروة وسرقة أموال السوريين. بالإضافة إلى توفر الوقود بالسعر الحر وانخفاض أسعار الكثير من المواد الغذائية والمستوردة وكل هذا يحسب على الإدارة الجديدة ولا يمكن لأحد المزايدة عليه في شي.
وبالعودة الى مشاكل البلد التي ذكرنا بأنها ليست بسيطة وسهلة وتحتاج إلى وقت وإمكانيات وخبرات وأموال ودعم وتعاون ومشاركة من قبل كل السوريين على اختلاف مشاربهم مواقعهم بمن فيهم المغتربون ورجال الأعمال وكل أطياف المجتمع السوري، كل هذا مفهوم ولكن ثمة أمور ترتكب لا يجب أن يسمح لها أن تسيء إلى المرحلة الجديدة، لأنها ليست فقط تشوش على إنجازات الإدارة، إنما تعطي انطباع غير حسن عن طريقة إدارة البلد في هذه المرحلة.
السلطة الحالية والإدارة الجديدة هي بمثابة الدولة التي يجب أن تكون ضامنة لحقوق الجميع ومستوعبة لهم جميعاً. وأن أي مخالفة أو انتهاك لا يجب أن يمر بدون مساءلة، كما أن ممارسات النظام البائد من اعتقالات بدون محاكمة يجب أن تكون مرفوضة من قبل الجميع لأن هذا يذكرنا بالعهد البائد.
المشاكل تحتاج إلى وقت لحلها
البعض يقول أن الأمور تحتاج إلى وقت نعم هذا صحيح كثير من مشاكلنا تحتاح إلى وقت وبعضها يحتاج إلى سنيين ولكن في موضوع التجاوزات والإساءة للناس وعدم محاسبة مرتكبي الجرائم وإحالتهم إلى المحاكم لا يمكن للناس أن تنتظر شهور وسنيين، هذا موضوع ملح يستوجب التحرك الفوري ووضع حد لأي فوضى أو نشوذ يمكن أن يتسبب به أي مخالف للقوانين والتعليمات النافذة.
ثمة أمر آخر وهو مطالبة حماة كبار رموز النظام وتحديداً رأس النظام لا يجب أن يترك بدون متابعة.
القول بأن المشاكل كبيرة وعصرية على الحل يتطلب من الحكومة الحذر وعدم الانجرار وراء قرارات تزيد مشاكل البلد في الوقت الحالي. أي قرار تتخذه الحكومة ويمكن أن لا ينال رضى الناس يجب على الحكومة أن تشرح ليس فقط الأسباب والمسوغات بل يجب أن تشرح للمتضررين خطتها للحل ورؤيتها. فمثلا تسريح الموظفين الفائضين بغية الإصلاح الإداري قرار صحيح من جهة تحسين الواقع الإداري ولكن بنفس الوقت هذا الأمر يتسبب بمشكلة للمسرحين ويهدد مستقبلهم ومعيشتهم.
هؤلاء المسرحون أو الذين أعطوا إجازة بأجر لمدة ثلاثة أشهر، يجب على الحكومة أن تطمنهم على مستقبلهم وتشارك معهم خططها المستقبلية إن كان لديها خطط. إن لم يكن هناك شيء بعد ثلاثة أشهر ماذا يمكن لهم أن يفعلوا أو بطريقة أخرى ماذا تتوقع الحكومة من هؤلاء بعد ثلاثة أشهر إن قيل لهم ستسرحون. إن كانت الحكومة لا تفكر بتسريحهم عليها أن تخرج إليهم وتقول ذلك عبر المنابر الإعلامية. مرحلة بناء الثقة المفقودة بين الحكومة والمواطنين هامة جداً لأن النظام البائد لم يكن أبدا يكترث بهذا الأمر.
قضية الرواتب
قضية أخرى هي قضية من قام بالتسوية وترك بدون راتب، ماذا تتوقع منه الحكومة في نهاية المطاف وهل سأل المعنيون أنفسهم كيف سيعيش هؤلاء ؟
موضوع في غاية الأهمية وهو موضوع السوريين في المخيمات هؤلاء بحاجة الدعم الأكبر الذي سيستنفذ مدخرات الحكومة، وهذا يتطلب التسريع بوصول المساعدات والدعم من قبل الدول الضامنة وهذا واجب على الحكومة الحالية والسوريين جميعا للعمل يدا بيد للتسريع ببناء صيغة مشاركة تضم السوريين جميعاً، بعيدة عن التحذب والمناطقية وتمثل السوريين جميعاً ، الأمر الذي يسرع في عملية الدعم الخارجي بما يسرع عودة اللاجئين
السوريين وتعويضهم بسخاء وبنفس الوقت بناء الاقتصاد والبنية التحتية من كهرباء و مدن حديثة تليق بالسوريين الذين يتوقون للعودة إلى سوريا التي هجروا منها.
ولا يجب أن ننسى أن كل من تضرر من الحرب يجب ألا يترك بدون رعاية أو تعويض، كلنا ثقة بأن الحكومة ستلتفت إلى كل السوريين الذين تضرروا من الحرب ولا يجب أن تهمل أي ضحية من أي طرف. فالدولة هي للجميع وأي تفكير بعقلية رابح وخاسر هو ليس من تفكير دولة المواطنة والعيش المشترك، إذ أن مصطلحات الانتصار تلك هي عبارة عن لغو كان يستخدمه النظام البائد ولا يمكن لسوريا الجديدة وإدارتها الجديدة أن تتبنى هكذا نهج، فهي ومن أول يوم قالت وبالفم الملآن أنها لكل السوريين. ولهذا تجاوب معها كل السوريون، ولا يزال الأمل موجوداً بأن التصريحات المطئنة من رأس الهرم في القيادة والإدارة الجديدة ستترجم أفعال ستنعكس على الجميع بإذن الله قريباً.
نسأل الله لسوريا الأمن والأمان والسلام الأهلي والرفاه الاقتصادي و إن شاء الله بيكون السوريين كلن صف واحد همهم الوحيد هو مصالحهم كسوريين محبين متعايشيين، يجمعهم الحب والمصلحة المشتركة ويتظللون بسوريا القانون والكرامة والحرية والعيش المشترك.
#a2zsyria
صفحة الفيس بوك : https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR