أجواء الميلاد كئيبة ومعتمة وباردة في الشام القديمة
دمشق..
للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة في سوريا يمر عيد الميلاد على منطقة الشام القديمة بهذا التعتيم والكآبة ومن يسير في الشوارع ليلاً وعرضها لا يتجاوز 3 أمتار على ضوء فلاش الموبايل بدلا من التمتع بزينة الميلاد التي وضعت للفرجة من دون إنارة.
أصحاب المحال التجارية يقولون لـ “سونا نيوز” إن المنظمات الدولية تقدم منح إنارة بالطاقة الشمسية لمدينة دمشق لماذا لم يتم لحظ المدينة القديمة، واحترام آلاف الزوار يوميا من دمشق وغيرها يضطرون للسير في هذه الشوارع ليلا من دون إنارة ويخافون على أولادهم، وفي حال لم يستخدموا المنح لماذا لم يطرحوا مبادرة وجمع ثمن تركيب الإنارة لهذه الشوارع من المحال التي تستفيد منها.
ويرى أصحاب المحال أن الإنارة في عيد الميلاد لوحدها كانت مقصدا للكثير من العائلات كونها محببة للأطفال ويلتقطون الصورة التذكارية بجانبها، بينما اليوم الكثير من العائلات تقف أمام بعض المطاعم المنارة من الداخل فقط ويلتقطون صورة من بعيد لأطفالهم مع زينة عيد الميلاد.
من جهتهم الزوار يرون أن العتمة في الشام القديمة لأول مرة تحدث والشوارع يتغير منظرها بالكامل بين لحظة انقطاع الكهرباء وعودته حيث تعود بأبهى صورة من الزينة والأجواء من زحمة المرتادين اليها.
وقال بلال حمادي أب لثلاثة أطفال اصطحبت أطفالي في يوم الجمعة إلى الشام القديمة لكن للأسف خرجوا من دون تقديم الضيافات لهم كون الأسعار في هذا السوق ملتهبة جدا جدا ولا يوجد أقل ضيافة من الفين ليرة وقطعة البيتزا أصبح سعرها 3000 ليرة وبعض الوجبات سعرها 16 ألف ليرة والساندويش أيضا مرتفع والبوظة سعرها نار والحلويات عم تغلي وصحن النابلسية صغير 4000 ليرة وسندويشة الشاورما 8000 ليرة وشطيرة المحمرة 2000 ليرة.
السيدة الأربعينية منى الطرشة تحاول تلبية رغبات بناتها وطلباتهم تسأل عن الأسعار وتحاول تأجيل طلباتهم والبحث عن أسعار تناسب دخلها تقول لـ “سونا” اليوم الانقسام بين الشعب أصبح صارخا وبشدة أنا مهندسة وزوجي مهندس ورئيس قسم وغير قادرين على تلبية رغبات أطفالنا الصغار.
وفي حال طلبنا أي نوع مأكولات سندفع لا أقل من 10 بالمئة من راتبي خلال شهر من تذوق لمرة واحدة وليس وجبة، وفي المقابل ترى بعض الأسر تمسك “المينو” من أصحاب المطاعم وتتفنن بالاختيار دون النظر إلى الكلفة، وفي المطاعم تجد الطاولات عامرة بالمأكولات، وفي الشوارع الأطفال تلتحف الجدران ونساء مستورة تحاول بيع البسكويت وتنادي لكي يجبروها بالشراء حتى تعود لأطفالها.
الصحفي “ح ع” يرى أن الشام القديمة كئيبة ومعتمة وباردة لغير عادتها.. صحيح أنها مزدحمة لكن الغالبية من المارة يتحسرون أولادهم وغير قادرين على اسعادهم بشراء قطعة حلوى واحدة، ومنهم من يشتري قطعة ويقسمها على أطفاله ولا يأكل لا هو ولا زوجته.
واعتبر الصحفي “ع” أن ترك الشام القديمة من دون إنارة يدل على الإهمال وعدم النظر الى وجود عشرات الالاف من المارة ضمن هذا السوق يوميا، وغالبيتهم من خارج العاصمة.
ومن النادر أن تجد من يزور دمشق ولا يتجول في الشام القديمة، وكونها معلم سياحي يفترض النظر إليها ومحاولة إنارتها بأي طريقة كانت كون طرقاتها موحشة ومخيفة للصبايا والأطفال واليوم مع أجواء الميلاد كئيبة جدا بدلا من أن تكون تشع فرحا.
سونا نيوز