أسلوب الجباية في مهرجان الخير خيرك يقطع الخير عن الزوار
دمشق..
من يعود إلى بيان اللجنة المنظمة لـ “مهرجان الخير خيرك – العودة إلى المدارس” على أرض مدينة المعارض القديمة بدمشق، الذي ينص على تأمين المستلزمات من المنتج إلى المستهلك بسعر مخفض بنسبة تصل إلى 30 في المئة من القيمة الحقيقية للسلعة، يجد أن هذا الكلام غير موجود إلا على الورق وعبر وسائل الإعلام.
ورصد مراسل “أثر” أسعار المنتجات المطروحة في المهرجان التي كانت مشابهة لأسعار السوق حتى أن بعضها يزيدها ثمناً، ولا توجد تخفيضات عليها بالتزامن مع وجود بعض العروض التسويقية كأن تشتري أكثر من قطعة لتحصل على حسم، أو تشتري كميات كبيرة لتحصل على حسم، وهذا يناقض تماماً الغاية الأساسية التي وجد من أجلها المهرجان، وما يجري تصديره في وسائل الإعلام عن البيع بأسعار مخفضة يناقض بيان اللجنة عن متابعة الأسعار من قبل الجهات الراعية والمنظمة والقائمين على المهرجان من أجل المحافظة على نسبة التخفيض.
وللأسف اتبعت اللجنة المنظمة أسلوب الجباية من الزائر بفرض رسم ألف ليرة سورية على كل سائق سيارة يدخل بسيارته إلى ساحة المهرجان، وأوجدت نقطة عبور يمنع الدخول قبل دفع المعلوم وهي ألف ليرة، دون معرفة لصالح من يعود هذا الرسم، على حين أكدت مصادر “أثر” في محافظة دمشق أن هذا الرسم مخالف ويجب عدم دفعه، وهناك توجهات من محافظ دمشق بعدم استيفاء أي رسوم للدخول، ومع ذلك يؤخذ الرسم دون إيصال.
ومن أساليب الجباية الأخرى، كانت هناك رسوم فرضت على المشاركين بحسب ما بينت سيدة خمسينية تبيع منتجات ريفية، مبينة بحديثها مع “أثر” أن أصغر جناح تم تسديد رسم لحجزه حوالي 1.5 مليون ليرة سورية، بالإضافة إلى أجور العمال ومصاريف أخرى أي يومياً يجب دفع 50 ألف ليرة كأجور للجناح فقط، مضيفة: “كيف سنبيع بأسعار مخفضة بنسبة 30 في المئة وعلينا دفع هذه الرسوم كلها؟، لذلك نعلن عن تخفيضات على من يشتري أكثر من قطعة أو بيع قطعة غير مرغوبة مع قطعة مرغوبة بسعر أقل”.
بدورهم، عدد من الزوار اعتبروا في حديثهم مع “أثر” أن المهرجان لا يحوي أي تخفيضات عن السوق، وحتى “التذوق” أصبحت الشركات تبخل به وخاصة شركات القهوة كون أسعارها ارتفعت، عدا عن أن هناك بعض السلع ارتفعت أسعارها خلال فترة المهرجان، مضيفين أن هناك شركات في المهرجان تعلن عبر مكبرات الصوت عن عروض تستمر لدقيقتين فقط، وهو ما اعتبروه “أسلوب للسرقة”، كون الزبون لا يتيح له الوقت تفحص السلعة وبعد الشراء ينصدم إما بتاريخ الصلاحية، أو بأنها سلعة خزين بالنسبة للألبسة وجودتها متدنية جداً.
وأشار الزوار إلى استغلالهم من قبل بعض الشركات ومثال على ذلك، ذكروا أن هناك شركة متة لا تبيع إلا نصف كيلو لكل زائر، والكميات التي تطرحها محدودة جداً، وغاية الشركة فقط الإعلان عن البيع بسعر الجملة لكميات جداً محدودة، وهذا ما تفعله أيضاً شركات الزيت النباتي التي تطرح صندوقين للبيع ويقوم البائع بإيقاف الزوار على الدور والتقاط الصور للإيحاء بأنه يبيع الزيت النباتي.
وبينت مصادر “أثر” أنه كان هناك خلاف على تزعم إدارة المهرجان ولمن ستكون اليد العليا بين الجهات المشاركة، وللمرة الأولى تكون إدارته بأسلوب الشراكة بين هذه الجهات.
وأكدت المصادر أن هناك توجيهاً من قبل محافظة دمشق بأن يجري البيع بأسعار تقل عن أسعار السوق ليس ما يقل عن 20 في المئة، ولكن لم يترجم ذلك على أرض الواقع ولا يمكن تحقيقه مع أسلوب الجباية القائم.
أثر برس