حكي الناسعرب وغرب

استمرار الاستهتار الحكومي في التعاطي مع أزمة الكورونا

دمشق..

في الوقت التي يقف فيه كبار مسؤولي الدول الغربية يومياً مخاطبين مواطنيهم عبر تقارير يومية مباشرة عن آخر تطورات الكورونا في بلدانهم، حيث يشاركونهم جديد الأرقام من إصابات و أعداد المرضى الجدد الذين دخلوا العناية المركزة ناهيك عن أعداد الوفيات الجديدة ومواساتهم الحارة لذويهم بفقدانهم محبيهم، يسود الصمت البشع المشهد السوري، مما يفتح الباب للإشاعات والقيل والقال. فنرى أرقام وزارة الصحة التي تصدر بطريقة هزيلة، أقل ما يقال عنها أنها الطريقة السورية الخاصة بالتعامل بين المسؤول والمواطن، هذه الطريقة التي تقوم على الاستهتار وعدم المبالاة وتفتقد إلى الرقي والدقة والمسؤولية.

لن نطلب من الحكومة شيئاً لا تستطيع تقديمه، فالاحترام شيء ليس في قاموسها والشفافية والصدق في مخاطبة الناس لم يكن أبداً في برنامج عملها. صحيح أن الترهل الإداري واليأس من إمكانية رفع مستوى التعامل بين المسؤول والمواطن أضحى واقعاً يصعب إنكاره، إلا أن هذا لا يبرر عدم خروج مسؤول على الأقل برتبة وزير يتكلم إلى الناس ويزودهم بآخر البيانات ولو كان ما يريد قوله هو بضع جمل يخاطب فيها العامة واهماً إياهم بأن هناك موظف مسؤول يخصص من وقته ولو بضع دقائق ليخاطب الناس بلغتهم البسيطة يومياً ويلقي عليهم بيان الصحة الذي يتم تسريبه يومياً بطريقة خجولة لغاية السبق الإعلامي.

لا نعلم ماهي خطة الحكومة الجديدة للمرحلة المقبلة بخصوص الكورونا (إن كان ثمة من خطة)، صحيح أن قطار الحكومة بانتظار المحطة الأخيرة ولكن هذا لا يبرر للحكومة سباتها العميق. الناس لا حول لها ولا قوة وكلنا يعلم أن الناس تعاونت عندما طلب منها الالتزام واتباع إرشادات وإجراءات معينة للوقاية، ولكن ما نسمعه ويتسرب إلينا كل يوم يقول بأن الحكومة غائبة تماماً. أين دور المؤسسات الإعلامية الرسمية في توعية الناس وتذكريهم بأن العزل لمن خاط هو ضرورة ويجب أن يطبق بحكم القانون، ولا يجوز لأي كان أن يخرقه (أقله الطلب من المؤسسات العامة والخاصة التأكيد للموظفين بعدم القدول إلى العمل في حال خالطوا شخصاً ثَبُتت إصابته بالكورونا).

الحكومة والمؤسسات الإعلامية السورية العامة والخاصة (الالكترونية والتقليدية) مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بتحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه المواطنين بخصوص الكورونا، لأن الصمت الحكومي والإعلامي قد يرسل إشارات خاطئة للناس التي لا تحتمل مزيداً من المآسي.     هذه ليست المرة الاولى التي نتناول فيها الأداء الحكومي تجاه مشكلة الكورونا التي نصر على أن ظروف البلد والحصار لوحدهما كفيلين بالتسبب بالكثير من المآسي، فكيف إن رافق ذلك استهتار أو عدم جدية من قبل الفريق الحكومي.

 

A2Zsyria

Visited 10 times, 1 visit(s) today