اخترنا لكمتقارير خاصة

الإرهاب الإداري في المؤسسات الإعلامية

دمشق..

عندما تتجرأ إعلامية خمسينية على الوقوف في مؤتمر دمشق لاتحاد الصحفيين وترفع صوتها بالقول “إن الإرهاب الإداري الذي وقع على الصحفيين أقسى من إرهاب المجموعات المسلحة الذي مر علينا” وتصر على كلامها وتقاطع كل من يحاول التحفظ على هذا الكلام الذي تعتبره القيادات الإدارية كلام في الهواء فأن ذلك يدل على أن إدارة هذه المؤسسات تتعامل مع رفاق القلم بعنجهية ودونية في اللباقة لمسناها خلال المؤتمر عندما تدخل مدير احدى المؤسسات ضد توجه زميل له ضمن الجلسة.

ومن يسأل عن قسوة هذا النقد وسببه نقول لكم تخيلوا يا راعكم الله أن إدارات المؤسسات الإعلامية جميعها قبل شهر 11 العام الماضي كانت من خارج المهنة، وكأن قدر هذه المهنة أن تبقى مستباحة حتى في إدارتها، واهم المؤسسات الإعلامية اليوم تدار من أشخاص اختصاصهم غير الإعلام، وقراراتهم تمت في ظل مشروع الإصلاح الإداري العظيم الذي نبه إلى ضرورة عدم إشغال أي وظيفة من خارج التوصيف الوظيفي .

الإرهاب الذي يتعرض له الزملاء في المؤسسات الإعلامية لامثيل له ومن هذه الأعمال المنع من العمل، وتكسير مراتب وظيفية، وعدم منح الموافقات للنشر في مؤسسات أخرى كما هو محدد بالقانون، ومعاملة الصحفي معاملة الموظف مقيد بالبصمة ومحبوس يمنع خروجه، ويمنع من الكتابة في وسائل إعلامية أخرى، وقائمة ممنوعات تضعها إدارات فاشلة، لا تفهم من الإعلام حتى أبسط التعامل مع من يصنعون من الكلام السم والعسل، فقط تفهم إغلاق الأبواب وبريستيج تافه، وطق البراغي وحياكة المؤامرات، ونشر الشائعات بين الزملاء، ومحاربة أصحاب الأقلام البارزة  .

وزير الإعلام فوض صلاحياته للإدارات وريح رأسه ولا يتدخل لا من قريب ولا من بعيد، ومن وجهة نظره أن الصحفي غير موظف بل هو كاتب وصحفي وعليه الكتابة وتحمل مسؤولية ما يكتب، لكن هل تدخل أو يمكن أن يتدخل بعد أن وصل لمسامعه هذا الكلام الكبير عن الإدارات الإعلامية، وهل مسموح أن يقوم بالتغيير اللازم لجميع هذه الإدارات التي هي من خارج المهنة، بالتأكيد البعض منهم تم تعينه بتوقيعه، ولم يفعل والله أعلم، كل ما يمكن القيام به الاتصال مع من حرر هذا الكلام وطلب حذف المادة بإرهاب إداري يؤكد المؤكد، وكما جرى في مقالات سابقة.

 

Visited 15 times, 1 visit(s) today