اخترنا لكمعرب وغرب

الانفتاح السعودي القطري الكويتي على سوريا متى يظهر الى العلن

دمشق..
في احلك الاوقات التي مرت بها سوريا واشتداد سعير الحرب التي عصفت بها من كل جانب كانت تنطلق كلمات خجولة في الحوارات وبعض النقاشات المتفائلة بأن هذا الواقع سينتهي يوما ما، لكن متى وكيف لم يُقدَّر لأحد حينها أن يعرف هذا .
اليوم وبعد مضي تلك السنوات وانشغال الناس بتأمين كفاف يومهم وضجرهم من التأويلات والتحليلات والتفاؤلات الخُلَّبية التي تنتهي غالبا بالخيبات المتكررة التي لا تنفع معها بعض محاولات الانعاش محدودة التأثير لكنهم بكل تأكيد يرحبون بكل ما يُقيلهم من ثقل الأيام وشقائها في تأمين لقمة العيش، ورغم هذا نادرا ما يطلقون مثيلات تلك الكلمات التفاؤلية التي يبدو أنها نفذت من قاموس السوريين .
اذا كنت من سكان العاصمة وتسير في شوارعها يومياً إما لقلة الحافلات أو غلاء أجرة التكسي التي باتت تفوق قدرة جلِّ السوريين سترى مشهداً بدأ يتاكثر منذ بداية هذا العام بشكلٍ واضح، وهو أن السيارات الفخمة التي تحمل لوحات السعودية وقطر والكويت تتجول في شوراع المدينة بشكل يومي هذا إذا ما اعتبرنا أن وجود السيارات التي تحمل لوحات دولتي الامارات والاردن أمراً عادياً مع عودة العلاقات علناً مع هذه البلدان الى طبيعتها.
صحيح بأن من يستقلون هذه السيارات هم غالبا من السوريين الذين آتو لزيارة بلدهم لكن السؤال لماذا لم نكن نراهم بهذه الكثرة في السنوات الماضية وخصوصا مع تحسن الاوضاع الامنية في البلاد الا تدل عودة هذا الوضع ولو بشكل بسيط على الليونة في التعامل مع الملف السوري من قبل تلك الدول يقابله رضا وترفع سوري عن كل ما مضى حسب مقتضيات السياسة والحاجة التي تفرض نفسها على الجميع .
الطريق البري الى سورية سينشط كثيرا في الايام القادمة مع قدوم عيد الاضحى المبارك وتوقف مطار دمشق الدولي عن العمل نتيجة العدوان الاسرائيلي الغاشم ، إقبال الاعياد عادة يتبعه زيادة في التحويلات المالية الى سورية التي قد تخفف اثار الازمة الاقتصادية الخانقة قليلا لكن لنتفق ان هذه التفاصيل تبقى محدودة التأثير اذا ماتمَّ مقارنتها مع مستوى اعلى من الانفتاح يعيد معه دوران الازمة بالاتجاه المعاكس .
قد يكون ما يدور في الخفاء بأن رغبة السعودية والكويت بإعادة العلاقات مع سوريا الى طبيعتها صحيحاً ولا يمنعه سوى الحرج أمام الامريكي الذي يحاول فرض شروطه التعجيزبة التي نراها تنعكس في تصريحات بعض المسؤولين السعوديين لكن في النهاية لن يصح الا الصحيح الذي يجب أن يتبعه انتعاش اقتصادي يعيد للبلاد بريقها الذي أخفتته الحرب طويلاُ
الثقل السياسي لبلدان الخليج العربي والدور الذي تلعبه على المستوى الاقليمي والدولي بات اهم من وزن حقائبها المالية ومع ذلك يبدو ان الرحلات الاستكشافية او لنقل السياحة التي ستقل ابناء بلدان الخليج العربي الى سوريا لن تتأخر كثيراً بعد اليوم لان سوريا ستكون وجهة المستثمرين ورجال الاعمال في المستقبل القريب لما لديها من فرص استثمارية واعدة عدا عن الامتيازات الكبيرة التي تذخر بها هذا البلاد .

A2Zsyria

Visited 9 times, 1 visit(s) today