التنمية الادارية ورفع الزير من البير..
دمشق..
أتابع عن كثب مؤتمر التنمية الادارية المنعقد حاليا في دمشق، وأتمنى ان أكون من ضمن الفريق الاعلامي الذي يغطي هذا المؤتمر ويستمع الى ادق التفاصيل، وهذه الامنية جاءت بعد ابعاد الاعلام عن جلسات المؤتمر وجعلها مغلقة، وكأن هذا المؤتمر سيرفع الزير والوزر الاداري الذي ارتكب عبر عشرات الأعوام السابقة ومازال يتخبط بين جدران المحسوبية والفساد الاداري والمالي وضياع الرقابة وميلان كفة ميزان العدالة الى نحو الواسطة.
جلسات المؤتمر يترأسها وزراء هم أنفسهم الان في رأس الهرم الاداري بوزاراتهم، وهم المعنيون أولا بواقع الزير ضمن البير، وبكل ما يحيط به من فساد سابق وقائم، كما يقع على عاتقهم تنفيذ مخرجات المؤتمر والاصلاح الاداري في المؤسسات، وبين الواقع والمأمول يقف الوزراء في نهاية عملهم الحكومي أمام أفكار التنمية المطروحة، والتي تسحب خياراتهم الادارية في التعيين وتمنحها الى جهة أخرى، فهل سيتم تنفذها أم ستدفن في مستودعات أكلها الغبار .
في الجهة الأخرى ينتظر أبناء الشعب السوري معجزة إدارية تطوي صفحة الفساد المستشري منذ سنوات، وتعمل على تحسين ظروفهم الوظيفية ومن ثم المعيشية وانقاذهم من حالة الفقر التي وصلوا اليها.
طرح التنمية الادارية اليوم في مؤسسات الدولة جاء في توقيت غير مناسب كون غالبية العاملين في القطاع الحكومي اتجهوا الى العمل في مؤسسات أخرى من أجل تدبير أمورهم الحياتية اليومية، وآخر همهم الترقي الوظيفي من دون مقابل مادي يسكت جوع أطفالهم، لذلك سرق الجوع الولاء ودفع بأصحاب الخبرة الى الهجرة الخارجية أو الى المؤسسات الخاصة وهذا سيضع التنمية امام خيارات لا تحسد عليها العمل ضمن الممكن .
اليوم الشارع السوري ينتظر من المؤتمر معجزة إدارية ترفع الزير من البير، وتغلق ملفات المنفعة والفساد ويعم التوزيع العادل للخيرات ويرفع الحصار عن كاهل المواطن، بينما المؤتمر المؤجل بأفكاره من سنوات لا يحمل في طياته سوى المقترحات والتوصيات ..
A2Zsyria