الجريمة المعلوماتيّة تهمة حقيرة لإسكات الروح الرياضية للإعلام
دمشق..
ضج الشارع السوري اليوم بخبر توقيف الزميل مازن الهندي لدى القضاء العسكري كونه يخدم في صفوف الجيش العربي السوري بتهمة الاساءة الشخصية لرئيس اتحاد كرة القدم وبعد ساعات ومن خلال متابعة تطور جريمة الروح الرياضية للإعلام ينشر بيان من مكتب المحامي ضياء خضور يقول ان الشكوى تمت ضد من قام بإساءات شخصية بحق رئيس اتحاد كرة القدم وتم اسقاط الشكوى عن الصحفي واطلاق سراحه.
ليخرج علينا الزميل الهندي وينفي اسقاط الدعوى وترك حريته بعد عرضه على القاضي الذي اصدر أمر تركه وليس نتيجة اسقاط الدعوى، وخلال هذه الساعات اتحاد الصحفيين لا حس ولا وخبر ووزارة الاعلام تراقب الروح الرياضية للإعلاميين في سورية، وتقبلهم لمرمغة أقلامهم بالأرض، وكسر شوكتهم واضعاف سلطتهم .
بعض الزملاء كتب على صفحته الشخصية رأيه بكل صراحة وتوجه بالنقد الصريح لوزارة الاعلام واتحاد الصحفيين، وبعض المواقع كتبت عن الواقعة، وانقسمت التعليقات لتعكس صراع تيارات إدارية كبيرة تخلت عن روحها الرياضية أمام المصالح الشخصية.
وبكل روح رياضية تقبلونا يا معالي السادة الذين أطلقتم الوعود بعدم توقيف أي صحفي دون موافقات الوزراء المعنيين، واسمحوا لنا طرح السؤال التالي، هل الهدف من زج الاعلام واخضاعه لقانون التّواصل على الشّبكة ومكافحة الجريمة المعلوماتيّة اسكات الروح الرياضية للإعلام، وهل رفع السيف بوجه كل من أحبب تعليقا على وسائل التواصل الاجتماعي يخدم الاعلام، ولماذا وجد قانون الإعلام اذا كانت المحاكمة وفق قانون التواصل، وفي حال كان الاتهام كما ورد في الشكوى “اساءات شخصية” فلماذا التوقيف قبل أن تأخذ الدعوى مجراها ويتم اثبات الإساءة، ولماذا هذا الصمت المريب لما حدث، فليخرج من يستطيع القول ويقول للناس الوقائع ويسمي الأسماء بمسمياتها ويغلق باب الاجتهادات والجدل بروح رياضية، حتى لو كانت من دون وعود لعدم تكرار الحادثة .
على ما يبدو أن حيط الاعلام في سوريا واطي جدا والكل يقفز فوق منه، بالرغم من ان أكثر من الف صحفي مسجل في اتحاد الصحفيين، وأضعافهم غير مسجلين، ولو كتب كل صحفي كلمة بروح رياضية لكان حال الاعلام في سورية في أفضل الأحوال، وكلمته مسموعة، وكل ما يخص الاعلام ضمن قانون الجريمة المعلوماتية تم قصه ولصقه في قانون الاعلام، ولما تجرأت التهمة الحقيرة لمحاولة اسكات الروح الصحفية للإعلام في سوريا .
بالأمس القريب أصدر مجلس القضاء الأعلى توقيف قاض في غرفة خاصة بتهمة ما وكون الجريمة المعلوماتية أشهرت سيفها لإخضاع الاعلام وخنق روحه الرياضية وماضية في اعتقال الصحفيين واسكات الأقلام، نقترح عليكم في الحد الأدنى احداث غرفة خاص بالإعلام أسوة بالقضاء، يوضع فيها الصحفي بدلا من زجه مع المجرمين وقطاعين الطرق بتهمة وهن عزيمة الأمة بروحه الصحفية.
قتل الروح الصحفية للإعلام لا تصب في صالح البلد، ولا في صالح الاعلام، ولا في صالح المسؤول نفسه، فقط تخدم الفاسدين ومن يخنقون الشعب السوري، والاستمرار بهذا النهج وسط هذا الصمت يؤكد بالدليل القاطع أن توجيهات القيادة لرفع سقف الاعلام والتوجه الى الاعلام الاستقصائي، هناك من يعمل ضد هذه التوجهات، إن كان يدري أو لا يدري، وجميع هذه التعليقات التي سطرت اليوم تحمل من الاساءة الكثير، ولو أرادت محكمة الجريمة المعلوماتية محاسبتهم لكانت استدعت اليوم فقط أكثر من الف مجرم بالتهمة الحقيرة التعليق بروح رياضية والاساءة الشخصية .
A2Zsyria