اخترنا لكمتقارير خاصة

الجمعيات الخيرية ترفس النعمة

دمشق..

في أكثر من مناسبة تقف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وتنتقد عمل الجمعيات الخيرية وتقول إن بعض القائمين على الجمعيات “كونوا ثرواتهم في الحرب “دون ان تذكر نقدها لمن موجه، هل الى الجمعيات المرخصة التي تعمل تحت جناح الوزارة، ام الجمعيات التي تعمل فوق الاسطح والحارات الضيقة بأسماء وهمية، وبعضها لديه صفحات ومنصات تواصل ذات انتشار واسع.

الجمعيات الخيرية من اسمها وجدت بالتكاتف والتعاضد لعمل الخير، بينما اليوم في سورية اغلب الجمعيات تحولت من عمل الخير الى سرقته على مبدأ رفس النعمة التي تأتي الى الجمعيات.

بعض الجمعيات تقوم بنشاط هنا وآخر هناك مشكورين عليه، لكن للأسف لا يوجد ثقة بعمل هذه الجمعيات ولا مجالس إدارتها، والكثير من المتبرعين والداعمين حولوا اموالهم الخيرية الى منافذ اخرى قد يجدون هناك من يعمل بنور الله، ومن أجل فعل الخير فقط لكن هؤلاء قلة قليلة يعدون على اصابع اليد الواحدة.

السمعة السيئة للجمعيات الخيرية نابعة من الأخطاء المتراكمة، وملفات الفساد المثارة وكثرة اللت والعجن والتقارير عن السرقات الموصوفة، ويمكن هناك الاكثر من ذلك وهو الذي أجبر الوزيرة على رفع الغطاء عن الجمعيات.

الجمعيات الخيرية في حال فكرت بعمل الخير فقط كان بإمكانها وضع تطبيق موبايل حديث للمشتركين والمتبرعين تذكر فيه حجم التبرعات ومصادرها وتوقيتها والية صرفها، وتكون هذه الألية معلنة للجميع وكل من يقدم تبرعات يعلم أين تذهب تبرعاته أي بالمختصر المفيد تعمل على المكشوف دون خوف او تردد، كما توزع المساعدات العينية التي تردها ضمن قطاعها التي تحدده الوزارة وتكشف عن حجم التبرعات الخارجية والدعم الحكومي المقدم لها، عندها يكون العمل هو عمل خير يحافظ على النعمة وديمومتها ويشجع رجال المال والأعمال على ضخ اموالهم في قنوات مضمونة يذهب عمل الخير ال مستحقيه .

اما الالية التي تعمل بها الجمعيات المؤطرة بقانون يضم ما يضمه من الثغرات ويتيح الاجتهادات واللف والدوران على توزيع المساعدات يجعل من هذه الجمعيات ترفس النعمة كونها لا تحافظ عليها، ويتم سرقتها لصالح بعض الفاسدين فتلحقهم لعنة الفقراء والنتيجة جمعيات تحت مسمى خير تحمل الشر .

والحديث عن الجمعيات غير المرخصة شجون أخرى حيث السرقة موصوفة، واصبحت تمتد بعملها من منطقة محددة الى محافظات أوسع، من يراقب عمل هذه المجموعات وكيف توزع المساعدات ومصادر أموالها، وكون الوزيرة تنتقد فعلى الاغلب اخبارها لا تسر الخاطر .

اليوم نحن بأمس الحاجة الى عمل الخير لكن تنظيم عمل الجمعيات، وايصال الخير الى مستحقيه، واغلاق ملف الفساد الى الابد لا يحتاج سوى الى إرادة لتنظيم العمل وقانون بنوده صريحة وواضحة، ورقابة صارمة وشفافية والزام الجمعية بقطاعها المحدد عندها نقف بوجه من يرفس النعمة ونحافظ عليها .

 

A2Zsyria

Visited 26 times, 1 visit(s) today