الجوع ينهش ما تبقى من أجساد فقراء بلدي !!!
مع بداية شهر آذار ومن المفروض أن يكون شهر الربيع والخير والنمو، تبدلت الخريطة السعرية للمواد الأساسية في الأسواق السورية، وأبعدت شريحة ليست بقليلة عن القدرة على تأمين احتياجاتها الاساسية التي تقوت يومها دون أن تشتري الملابس، أو تطمح لشراء غرفة، أو حتى تحقيق طموح شراء قالب كيك لإسعاد أطفالها.
في العُشر الأخير من هذا الشهر الأسعار تواصل الارتفاع دون أدنى مبررٍ يذكر، والغلاء ينهش ما تبق من أجساد الفقراء، وحتى طعام الفقراء والوجبات الشعبية ارتفع سعرها بنسبة 50 بالمئة، وحتى المنتجات التي هي من أرض البلد ارتفع سعرها الى حد الجنون، بالرغم من إعلان الحكومة إيقاف الاستيراد، فهل من المعقول أن يصل كيلو البندورة المقبول شكلاً إلى 3000 ليرة، والفليفلة الى 4000 ليرة، والجزر ينط 500 ليرة إلى1500 ليرة، والبطاطا أيضاً تنافس في الصعود فوق 2500 ليرة ؟ ، ماذا يأكل الفقراء أيها السادة والمعالي والفخامة؟، لم يبق على أجسادهم من دهون لينهشها الفقر .
أصحاب الدخل المحدود اليوم راتب أفضل أستاذ مدرسي بعد إضافة تعويض طبيعة العمل حوالي 160 ألف ليرة , ماذا تكفي لأسرة من 5 أشخاص، ولن نقول أن لديه أطفالاً بحاجة إلى حليب وفوط أطفال، فقط بيتر الزيت 20 ألف ليرة، والرز الكيلو 5500 ليرة، والبرغل6000 ليرة، وصحن البيض 13500 ليرة ،وعلبة محارم 6000 ليرة، وخبز يحتاج شهرياً 15000 ليرة، ومنظفات يحتاج أيضا 20000 ليرة، وفواتير كهرباء ومياه وهاتف وإنترنت 10000 ليرة، والخسة 1300 ليرة، وكيلو البرتقال 2200ليرة، وكيلو اللبنة 12000ليرة، ونصف كيلو زعتر 5000 ليرة، وكيلو الفول الاخضر 4000 ليرة وكيلو العدس المجروش 9000 ليرة، وأجور طريق للعمل 15000 ليرة ، وكيلو حمص حب 5500 ليرة، فقط لا غير هذه الكمية القلية يشتريها راتب الموظف المدعوم والمضروب بألف منيّة أن راتبه وتعويضاته هي الأعلى بالله عليكم هل هذه المواد تكفي أسرة من 5 أشخاص على مدار 30 يوماً، أليس الجوع فقط هو من ينهش هذه الطبقة ماذا نطعمي أطفالنا يسأل فقراء بلدي الذي تنازلوا عن اللبس بالترقيع، وعن الحلويات وحتى عن سكر المائدة عملاً بالقواعد الصحية وعن الأدوية العلاج بالطاقة الروحية وعن التدفئة بالتركيب الضوئي وعن ترفيه الأطفال بحكايات أيام زمان .
بالأمس ظهرت إحدى المقترحات لتوزيع مبلغ نقدي على الفقراء بدلاً من المساعدات الغذائية، واليوم نقول لكم أصحاب المعالي أن أصحاب الدخل المحدود او بالأحرى المنتوفة هم الطبقة الأكثر حاجة لهذه المساعدات، ولا يعيش منها إلا من يمد يده للسرقة، أو إلى أعمالٍ مشبوهة، ويتفضل أن يقنعنا كيف يعيش البعض من أصحاب الدخل المحدود من أصحاب المعالي والسيارات المتعددة كيف يتدبرون أمورهم ؟!! .
يا سادة يا من تصمون آذانكم وعيونكم عن مشاهد الفقر، وأعمالكم التي تؤدي إلى كوارث اجتماعية، عليكم أن تعلموا أن المركب في سورية واحد، إما أن ينجو بمن فيه أو يغرق بمن فيه، وأموالكم ومخازينكم واحتكاركم للمواد لن ينجيكم بمفردكم، الجوع ينهش ما تبقى من أجساد فقراء بلدي، فتَنَبَّهُـوا وَاسْتَفِيقُـوا يأصحاب الأموال فقد طَمَى الفقر حَتَّى غَاصَتِ الرُّكَبُ.
Visited 12 times, 1 visit(s) today