الحاجة وحدها أجبرت عامل النظافة أبو النور للعمل بيد واحدة وبحقوق مهدورة بدمشق
دمشق..
يحمل العامل المتقاعد أبو النور أدوات العمل الخاصة به كعامل نظافة بيد واحدة، ويقوم بكنس الحارات في محافظة دمشق بعد فقد يده اليسرى عند عمله في احدى مؤسسات الدولة، وتقاعد بسبب اصابته وراتبه التقاعدي اقل من 90 ألف ليرة.
ويقول أبو النور لموقع #جينية_ نيوز أعمل في اليوم من الصباح للمساء مع متعهد خاص للنظافة براتب 105 الاف ليرة من دون التسجيل بالتأمينات، وأقوم بالعمل لأنني مضطر لتأمين حياة كريمة لأسرتي، وعطلتي في الشهر فقط مسموح لي عطلة ثلاثة أيام اختارهم متى اشاء خلال الشهر، والمتعهد يقدم لنا بدلة صيفية وبدلة شتوية، وأدوات النظافة.
وأضاف أبو النور صحيح أن الراتب قليل لكن يتم تعويضه من المساعدات التي يوزعها أهالي الحي كونني أهتم بعملي وأقوم بكنس الحارات والشوارع باهتمام بالإضافة إلى جمع بعض البلاستيك والخبز اليابس وأبيعهم يعيلوني في مصروف البيت.
وأشار أبو النور إلا ان العمل شرف والكثير من الناس تتعاطف معه وتحاول مساعدته والحديث معه عن ظرفه وتستغرب اصراره على العمل ويقول: انا أحب عملي وملتزم به من الصباح للمساء عندما أتعب أرتاح قليلا لكن أنجز مهمتي بنجاح وبشكل جيد .
بين أبو النور أن اعاقته قطع يده لا تعيقه في عمله كون تأقلم مع ظروف العمل بيد واحدة وهو لا ينتظر سوى رحمة رب العالمين.
ومن خلال الحديث مع أبو النور نسأل لماذا لم تقم جهة محددة بتكريم هذا العامل المثالي الذي يتحدى ظروف عمره واعاقته ويعمل من الصباح للمساء حتى يكفي أسرته، ولماذا تمنح هذه الفئات من العمال رواتب قليلة، ومن يأكل تعبهم، وهل يعقل أن يتم محاسبتهم على جمع كم علبة بلاستيك في اليوم وكم كيو خبز يابس، أو توزيع العيدية عليهم في الاعياد .
وأين محافظة دمشق من ضمان حقوق هذه الفئة وتسجيلهم في التأمينات حتى لو كان متقاعدا، وتأمينهم صحيا، وأين الرقابة على رواتبهم وترفيعهم دوريا، فهل يعقل أن يحاسبوا كعمال الدولة ومن دون حقوق وتأمين صحي لهم .
ما نأمله أن تتحرك الجهات المعنية في محافظة دمشق للقيام بواجبها والمحافظة على حقوق هذه الفئة وأن لا تعمل على معاقبتهم ومنعهم من العمل .
جهينة نيوز