اخترنا لكمحكي الناس

الحكومة تفتح أوراقها أمام مجلس الشعب .. أي مفاجأة ننتظر

دمشق..
الحكومات المتعاقبة فشلت في التعامل مع الأزمات المتتالية في سورية وخصوصاً تحسين الواقع المعيشي للمواطنين ومحاسبة الفاسدين، واليوم تطل علينا حكومة جديدة تطرح بيانها الوزاري أمام أعضاء مجلس الشعب الجدد وسط معاناة قاسية وظالمة ومتجددة للشعب، فما هي المفاجأة الصادمة التي سيزفها الفريق الحكومي وينتظرها الشارع السوري.
وجرت العادة في البيان الحكومي أن يقدم رئيس مجلس الوزراء خطة عمل الوزارات بالخطوط العريضة، فهل سيكشف معاليه عن ملفات فساد كبيرة يتم التحقيق والتدقيق بها ويعد الجميع كما سلفه بمفاجأة اسماء وشخصيات فاسدة يتم محاسبتها او تنوي الحكومة فقط في النية فتح ملفاتها.
لا يوجد أحد فوق القانون شعار الحكومة الدائم وخاصة تحت قبة البرلمان، بينما الانتقال من الشعار الى التطبيق بحاجة الى هز أكتاف وموقف رجولي لا يهاب زعماء الفساد في سورية، فهل ستجرؤ الحكومة على الكشف عن الاسماء أو الملفات أو القطاعات، أظن انها ستبقى تناور في فلك العزم لتطبيق الشعار.
الواقعي المعيشي المتردي للمواطنين نقل معظم فئات الشعب الى دون خط الفقر فهل لدى الحكومة السيناريوهات المقنعة لحل هذه المعضلة، أو ستكتفي بشعار زراعة كل متر أرض والاستمرار بالاسواق الشعبية التي لا تقدم ولا تؤخر، وتحديد أسعار 20 مادة في الاعلام فقط والطلب من مربي الدواجن دراسة الكلف وتحديد سعر منطقي والتوسع في السورية للتجارة.
أخشى أن تذهب الحكومة الى الحديث عن خططها لعام 2030 والطموح والخطط الاستراتيجية السوريالية لشعب لا يجد وسيلة للنقل أو كهرباء للعمل، أو ثمن ربطة خبز لأولاده كما كانت وعود الحكومات السابقة في مثل هذا اليوم سيكون لدينا حكومة الكترونية وسنودع الفساد والمعاملات الورقية لكن للاسف ما حدث هو العكس تماما.
الشعب السوري البائس في معيشته ينتظر أي خيط أمل أو حلول واقعية وجذرية لمشاكله أو أسباب مقنعة غير الحكاية التي تسرد له من ارهاب اقتصادي وعقوبات وغيرها بحاجة الى مصارحته بالواقع، والسبب الواقعي لاسباب معاناته بعد انتهاء الارهاب وتقديم التضحيات بحاجة الى عيش بقية حياته من دون ذل وخوف ومن دون الانتظار الكاذب للامل، بحاجة الى الحفاظ على الكرامة التي ضحى من أجلها لا أن تهدر على باب الفرن وأمام معونات السكر والرز، وأن يفارق الحياة وهو مطمئن على أسرته وأولاده، لا يقف اليوم أمام ولده الذي ضحى 10 سنوات من عمره في خدمة الوطن، وغير قادر على بناء اسرة أو حتى عمودين في منزل متواضع، أو ينظر اليه وهو عاطل عن العمل ينتظر فرصته منذ أكثر من عام على تسريحه.
أعضاء مجلس الشعب الجدد القليل منهم من اجتهد ويحمل معاناة الشارع السوري سينصدم غدأ في أول جلسة من طول البيان الوزاري والفرق بين معاناة الشارع وخطط الحكومة، وندعوهم الى الصبر والانتظار وتسجيل الملاحظات كون الحكومة على اطلاع على جميع المعاناة، لكن حلها بحاجة الى عقلية عمل جديدة وافق جديد في التعاطي، فهل سنشهد ما يبرد القلب من أمل لأفق أجمل أم سنبقى ندور في الخطط الاستراتيجية والتمني .

A2Zsyria

Visited 9 times, 1 visit(s) today