الريس صحافيّ المسافات الطويلة ترك قلمه وترجل
بيروت..
غيّب الموت رياض نجيب الريس «آخر الخوارج»، وصاحب البصمة الاستثنائية في تاريخ الصحافة العربية. بقلم وكاميرا خاض في رمال الصحراء وعبرَ بحاراً وقارات ومدناً خرافية. الشاعر الضالّ على تخوم «مجلة شعر» وجد بلاغته في الكتابة الصحافية، محاولاً استكمال ميراث الأب، نجيب الريس، مؤسس جريدة «القبس» الدمشقية، قبل أن يطاولها قانون التأميم، زمن الوحدة المصرية السورية، ثم قانون الرقابة، حين قرّر إعادة إصدارها، مطلع الألفية الثالثة من دمشق بوصفها «جريدة لشعبين».
و نعت رابطة الكتاب السوريين، وكثر من رواد الثقافة والإعلام بمزيد من الحزن والأسى الصحفي والكاتب السوري رياض نجيب الريس.
الريس الذي ترك دمشق إلى بيروت في زمن كانت فيه بيروت عاصمة للصحافة العربية، عمل بعد دراسته الثانوية في لبنان ثم في انكلترا، في الصحافة، في مؤسسات عديدة. يقول: “أقنعت غسان تويني بأن يتيح لي فرصة السفر الى مناطق الاضطراب في العالم العربي كمراسل متجول”، سافر الى اليمن ايام الحرب بين الجمهوريين والملكيين، “ومن طريق اليمن ابتدأت اهتماماتي الخليجية وكان الخليج منطقة مجهولة كلياً من العرب”. وبدأ بتغطية الجزيرة العربية كلها ولم يقتصر على تغطية الاضطرابات العربية، بل شمل عمله بقاع العالم الأخرى، كمراسل متجول لجريدة “النهار” اللبنانية، “فكنت أول صحافي عربي وصل الى براغ واستطاع ان يدخل اليها بعد الغزو السوفياتي لتشيكوسلوفاكيا في اغسطس 1968”.
كما غطى انقلاب اليونان العسكري سنة 1967، وأحداث قبرص ومناطق عديدة أخرى، وعند نشوب الحرب في لبنان سنة 1975 غادره الى لندن وانشأ هناك جريدة عربية هي “المنار” كانت اول اسبوعية عربية تصدر من أوروبا… وقبل إصدار “المنار” كان قد أصدر في لندن أيضاً مطبوعة أسبوعية بالانكليزية هي “أرابيا آند ذا جلف”، وبعد توقف “المنار”، صار يكتب لمجلة “المستقبل” التي كان يصدرها صديقه الراحل نبيل خوري.
وسنة 1986 تأسست شركة رياض نجيب الريس للكتب والنشر في لندن، وكان الكثير من كتبها مثيراً للجدل، كما أسس مكتبة الكشكول التي احتوت على 2000 عنوان. وأسس مجلة “الناقد” التي واجهت الرقابة، وبعدها مجلة “النقاد” الأسبوعية…
A2Zsyria