الشركات القابضة تقبض على الطبقة الوسطى في سوريا
الشركات القابضة تقبض على الطبقة الوسطى في سوريا … تسير في الشارع السوري فتجد اليوم من يشتري بمليون ليرة في اليوم، ومن يشحد في الشارع 200 ليرة، وتبحث عن الطبقة الوسطى التي كانت أكثر من 70 بالمئة من الشعب السوري، ولا تجدها أين اندثرت هذه الطبقة من قبض عليها واخرجها من المؤشرات السورية.الطبقة الوسطى في سوريا بدأت بالاندثار منذ العمل بعقلية اقتصاد السوق الاجتماعي، وبدأت هذه الطبقة تندثر سنويا بنسب مختلفة تصل الى 7 بالمئة سنويا، حتى وصلنا إلى اليوم هذه الطبقة اندثرت تماما.
الفقراء في الأسواق وخاصة بعد الفصل التعسفي للعاملين في الدولة، وليس لدى النظام كما يتم وصفهم في المنشورات الفيسبوكية والتصريحات الصحفية، وهناك من يسن أسنانه من أجل محاسبتهم، ولا نعلم على ماذا سيحاسبون، هل على فقرهم، أم على قبولهم بالفقر، أم على طردهم من عملهم .
محاربة الطبقة الوسطى في سوريا بدأت قبل عقود من الزمن مع محاربة المزارع السوري، والمصنع السوري، والموظف البسيط السوري عندما تم محاربة هذه الفئات، وإخراج الفلاحين من دائرة الاهتمام، وتركهم يصارعون الخسارة، وإغراق البلاد بالمنتجات الزراعية من دون أدنى حماية، وسرقة منتجاتهم بأرخص الأسعار، وتصديرها بالدولار.
الطبقة الوسطى في سوريا
وعندما اضطر الصناعي لإغلاق ورشاته، وتسريح عماله بسبب فتح الاستيراد من دون جمارك لمنتجات هي في الأساس تُصنع في سوريا، ورائدة في الصناعة وتم رفع تكاليف الانتاج أمام الصناعي، وإخراجه من المنافسة رغما عنه، وعندما انخفض راتب الموظف السوري من 300 إلى أقل من 20 $، وتسريح العامل من وظيفته قسريا، وطرح المعامل والشركات الصناعية للاستثمار بحجة أنها خاسرة، وهناك من كان يعمل قصدا على تخسريها، عندها اختفت الطبقة الوسطى من المجتمع، وأصبح المجتمع يتوزع بين أسياد وعبيد، وأغنياء وفقراء واندثرت الطبقة الوسطى. .الشعب السوري الذي تعرض خلال العقود الماضية إلى أبشع أساليب التضليل، من هيئة البطالة، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتمويل الأصغر وغيرها من الشعارات الفارغة، واستشراف مستقبل سوريا وخطة 20330 وغيرها من المقدمات الخاطئة والكاذبة التي أوصلت الشعب إلى النتائج الكاذبة، وأخيرا فقد عمله كضريبة على الكذب المستمر منذ العقود الماضية.
لعنة الأسد أسوة بلعنة الفراعنة
وتعرض السوري إلى لعنة الأسد أسوة بلعنة الفراعنة التي حدثت بين يوم وليلة في مصر لكن للأسف الواقع في مصر أفضل من سوريا بكثير، فما بالكم اليوم أمام تسريح آلاف العمال وتنشيط البطالة إلى الحد الأعلى في نسبتها أمام الشعب السوري، فأين هي الطبقة الوسطى، ومن يشاهدها في الطريق نرجو أن يحنطها كونها أصبحت من الماضي، ولا أمل بعودتها في الوقت القريب إذا كنا نحمل التفاؤل الكبير.
الشركات القابضة التي قبضت على الطبقة الوسطى، وعلى جيوب الشعب السوري، والتي كانت تتغذى من أمواله للأسف اليوم تحاول إعادة تجديد نفسها، وإجراء التسويات اللازمة على حساب الشعب السوري، وبدلا من إعادة الأموال المنهوبة للدولة، هناك من يعمل على تجديد جلده ودفع الكفارة بسرية تامة، وآخر من يعلم بها الشعب السوري من تسريبات محلل اقتصادي مقرب من حيتان المال، أو من مصادر خاصة أخرى.
الطبقة الوسطة تحتاج لإعادة تشكيلها في الدرجة الأولى إلى الحكم الرشيد للاقتصاد من أجل استثمار مقدرات البلد المنهوبة، والتي هي قادرة على تحويل الطبقة الوسطى أي أكثر من 70 بالمئة إلى الطبقة الميسورة، وإيقاف التسريح التعسفي، والإيمان بقدرة السوري على النهوض بمعامله ومؤسساته، لكن يبقى السؤال من أين نأتي بالحكم الرشيد للاقتصاد السوري.