اخترنا لكمعبي بالخرج

الشكاوى في سورية مصيرها إلى أقرب سلة مهملات والويل لمن يشتكي

دمشق..

في الوقت التي تطلب الحكومة من عامة الناس تقديم الشكاوى، وعدم السكوت عن الظلم الذي يلحق بهم يرى أصحاب الشكاوى في تصريح “لسونا نيوز” أن شكاويهم تذهب إلى أقرب سلة مهملات، ويطالبون بتحديد جهة عليا في الدولة لسماع شكاويهم والتحقيق مع المقصرين في متابعتها.

وقال أصحاب الشكاوى ومنهم رجل أعمال قدمنا عدة شكاوى إلى جميع الجهات المعنية في الدولة، وعبر وسائل الإعلام طرحنا مشاكلنا المدعومة بالوثائق، والتي تدل على تجاوز واضح في القانون، والنتائج التي وصلنا اليها أن الشكوى وصلت إلى أقرب سلة مهملات.

اقرأ أيضا توبيخ المدير .. أسلوب جديد لمنع الحصول على المعلومة الصحفية !!

ونشر الموظف ماهر والذي تم إعادته إلى العمل بعد تلقيه العقوبات من إدارته السابقة وفصله من عمله بسبب حرصه على المال العام، وتقديم الشكاوى بحق الإدارة، نشر قرار عودته محتفلا بانتصاره على الفاسدين والأمثلة كثيرة جدا على من تم معاقبتهم بسبب الشكاوى.

أحد رجال الأعمال يقول لم أترك جهة لم أتوجه اليها من أجل الحصول على حقي المسلوب بقرار إداري، حتى خرجت ببث مباشر عبر أهم الوسائل الإذاعية وبالرغم من الحصول على حقي بحكم قضائي لكن لا أحد ينفذ الحكم القضائي، ويطلبوا مني الذهاب إلى القضاء لتنفيذ هذا الحكم، وجميع الأبواب التي راجعتها لم تحرك ساكنا أو تسأل الجهة المقصرة عن سبب تقصيرها، وفي حال كنت على خطأ لماذا لم أحاسب بتهمة الإساءة لمؤسسات الدولة، والجميع صمت لأنهم يدركون أنني على حق.

اقرأ أيضا المقنن العلفي والمازوت الزراعي ملفات غامضة وشكاوى صامتة

ومن القصص الأخرى التي وصلت الى موقع “سونا نيوز” مخالفات واضحة في محافظة دمشق، وهناك قرارات بهدمها بحسب المرسوم 40 الخاص بالمخالفات ولا أحد ينفذ الهدم، والقصة تنام في التفتيش.

ومن القصص الأخرى التي وصلت أن أحد رجال الأعمال وصل في شكواه إلى جميع الدوائر والمؤسسات المعنية بحل مشكلته، ووصل إلى مجلس الدولة، ويقول أنا صاحب حق أين أذهب في حال الوزير لا يسمع وكبار المسؤولين يسمعون ويرمون الوثائق في أقرب سلة مهملات.
ومن الشكاوى الأخرى أحد الوزراء يفوض صلاحياته إلى الادارات ويغلق بابه ويا دار ما دخلك شر، وكأنه غير مسؤول عن تصرفات إدارات اختارها ووصلت إلى المنصب بالواسطة.
الشكاوى التي تصل الى الجهات الرقابية يوميا بحسب مصادر “سونا” بالعشرات، والإجراءات المتخذة تعود إلى حسب الحال وأصحاب الواسطات يفوز من واسطته الأقوى.

اقرأ أيضا بعد ان استمع للشكاوى هل سيعالج محافظ دمشق حالة الترهل في المحافظة

وزارة التموين تطلب من الجميع تقديم الشكاوى عبر منصة الكترونية قالت إن اطلقتها بشكل تجريبي، ولم تطلقها بشكل نهائي، وهذا الجهد يشكرون عليه لكن أين المعالجات، وما النتيجة التي تحققت، الأسعار مرتفعة والأسواق فلتانة والصمت سيد الرد عاى الشكاوى.

وما يسطر يوميا في الاعلام وعبر منصات التواصل الاجتماعي مئات الشكاوى، وكانه لا أحد معني بالرقابة، ويطلبون من الناس تقديم شكوى خطية، ومنهم من يطلب الشكوى مع صورة هوية من أجل أن يتم استثمار الخلافات بين الناس وإشغالهم وترك الأسواق تموج بالمخالفات، وحل الشكاوى لا أحد يلتفت إليها بينما ترى الناس ملت من الشكوى، ومن لديه مظلمة إما يتجه إلى الإعلام أو ينشرها بعبارات ملغومة حتى لا يلاحق عبر الجريمة المعلوماتية.

ومع أن ثقافة الشكوى سلوك يومي معتاد يُعبّر عن عجز الناس في التعامل مع ظروفهم أولاً، كما يدلل على خلل مؤكد في بنية الأنظمة والقوانين التي من المفترض أن تحمي حقوق الناس في المجتمع وبشكل متوازن وواضح، على قاعدة أن لكل مخالفة جزاء، ولكل جريمة عقوبة، ولكل تعد أو معتد رادع يمنعه من التجاوز على الآخرين لأن من يأمن العقوبة يسيء الأدب لا محالة، وأحياناً يتجاوز الأمر سوء الأدب إلى التوغل في حقوق الناس وحقوق المجتمع.
والسؤال من المسؤول عن وأد الشكاوى والغاء القناعة بثقافة الشكوى، وهل الحكومة قادرة على تفعيل ثقافة الشكوى بعد فقدان الثقة.

سونا نيوز

Visited 7 times, 1 visit(s) today