الصناعات الغذائية في سورية تاريخ من الخسائر المتلاحقة
دمشق..
ركزت السياسة العامة للدولة في الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي على دور القطاع العام في الصناعات الغذائية حيث تم إنشاء معامل الكونسروة والسكر والزيوت والمياه لتلبية الطلب المتزايد على السلع المصنعة .
وبدأ القطاع الخاص ينمو بشكل تدرجي نتيجة التسهيلات الممنوحة ومعه بدات العصي في دواليب القطاع العام نتيجة عدم قدرته على المنافسة على الصعيد المحلي وعدم السماح له بالوصول العالمية وتراجع دوره في عملية التصدير والتجارة الخارجية .
القطاع الخاص شهد نموا كبيرا ووصلت منتجاته الى أكثر من 40 دولة بالرغم من الحرب والحصار على سورية حيث المعقود والمكدوس السوري في الاسواق الاوروبية والتين المجفف وزيت الزيتون والاجبان العكاوية وقمر الدين وغيرها من المنتجات منتشرة على رفوف أكبر المولات العالمية وهنا السؤال لماذا نجح القطاع الخاص وفشل القطاع العام ومن المسؤول عن فشله.
المؤسسة العامة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة الصناعة تضم اليوم شركة ألبان دمشق و حمص وشركة زيوت حماه وحلب وكونسروة دمشق وشركة عنب السويداء وحمص وشركة بصل السلمية والشركة العامة لتعبئة المياه بطرطوس ومن الغريب بالامر انك تطلع على الميزانية الختامية لهذه الشركات فتجد الخسارة قبل الازمة واليوم الخسائر له اسباب ملحقة بظهر الأزمة .
وبينما الصناعات الغذائية تنتعش في القطاع الخاص وتغيب في القطاع العام بعدد ماكانت لها الأولوية فالجميع يتذكر بفخر بيرة الشرق وعرق الميماس ويسأل عن زيوت القطن وسبب التركيز على استيراد الزيوت الخارجية ولدينا معامل في سورية محكوم عليها بالاعدام بقرارات غبية كما يسأل عن المياه المعدنية المهدورة والتي تستثمر من القطاع الخاص من دون حسيب أو رقيب ومن دون تنقية أو معالجة أو تعبئةكما هو الحال في محافظة طرطوس حيث المحافظة بالكامل تشرب مياه من الدريكيش بينا المعامل تئن وتئن والسبب مجهول .
سورية سباقة في صناعة الكونسرة والزيوت والقطاع الخاص سحب البساط من القطاع العام فحقق الارباح الطائلة ووصل الى العالمية ومنتجاته لاقت القبول والتفضيل بينما القطاع العام يحصد الخيبة والخسائر المتلاحقة والمنتجات الكاسدة.
واليوم مع الانتشار الواسع للزراعات الأسرية تبقى الصناعات الغذائية حاجة ماسة لسحب الفائض وايجاد عائد ذو قيمة بالنسبة للاسر التي اعتمدت على الزراعة لكن بأي عقلية يجب أن ننظر الى هذه الصناعات وهل القطاع العام مجدي بعد هذه السيرة الذاتية له من الخيبات المتلاحقة وهل القطاع المشترك يحل المشكلة وهل القطاع الخاص استطاع الوصول وتحقيق الغاية وهل من بدائل تبيض الوجه .
A2Zsyria