العدو الرابع يفتك بالسوريين ويمزقهم
خاص –
خلال العقود الماضية، كنا في سوريا نتفاخر بحماية الحدود البحرية والبرية والجوية من العدو ، وكان الشعب يسخر من كل اعتداء جوي ومن التحفظ بحق الرد. ولكن لم يكن يدرك هذا الشعب أن العدو الرابع يتربص به، يحشد قواته خلف الحدود، ويستخدم أفضل التقنيات على مستوى العالم. ولا ننكر أن من بين المبرمجين لهذه التقنيات سوريين في الداخل والخارج.
واليوم، يظهر العدو الرابع أو ما يُعرف بـالأمن السيبراني المتسلح بالذكاء الاصطناعي، في اختراق خصوصيات الناس، ورمي الفتن، والفتك بالسوريين بجميع فئاتهم.
ماذا تعرف عن العدو الرابع
احتلال العقول اليوم من خلال العدو الرابع غير الملموس فيزيائيًا على الأرض هو أخطر عدو يمر على سوريا، وهذا الخطر للأسف لا قواعد دولية تضبطه ولا قوانين أخلاقية. في كل ثانية، يمكن أن تُحصى مليون حالة تعدي من سوري على أخيه السوري، وكل هذه التعديات تُسجَّل في ميزان الفتك بالشعب السوري، مما يؤدي إلى فقدان أهم ميزة لدى سوريا، وهي التآلف بين شعبها.
اقرأ أيضا: الجريمة المعلوماتية تُحرم عمل الخير وتُحارب النخوة ..!!
صحيح أن الواقع مختلف، وأن الشعب السوري في الواقع لا يزال صامدًا، لكن في المقابل، هناك قنابل الحقد وصواريخ الكراهية والقنبلة النووية الطائفية المتنقلة هنا أو هناك، تشكّل سلاحًا فتّاكًا في العالم الافتراضي السوري. العدو الرابع يعتدي على النسيج السوري دون رد أو خوف أو حتى دفاع عن النفس، والمحرقة الطائفية تشتعل في كل ثانية بتعليق هنا أو صورة هناك.
سوريا تتراجع الكترونيا وتتقدم بالكراهية
ووفقًا لمؤشرات سابقة للأمم المتحدة، تتراجع سوريا أمام دول العالم الثالث في المؤشر العالمي للحكومة الإلكترونية، وهذا يعني أن إمكانية الدفاع في وجه المتربص الرابع، المتمثل بالأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، تتراجع. فالعدو يطوّر إمكانياته ووسائله وأدواته، بينما في سوريا، نعاني هجومًا إلكترونيًا بسيطًا دون وعي حقيقي بالخطر السيبراني.
اقرأ أيضا:اتحاد الصحفيين لم يطلع على قانون مكافحة الجريمة المعلوماتية
وللأسف، الوعي بهذا الخطر ، والتحذير منه، وتشكيل رأي عام، والتفكير خارج الصندوق لحماية البيانات والمؤسسات، جميعها إجراءات غائبة عن ذهن الدولة، بينما الشعب غارق في التفاصيل، وينجرّ خلف صورة أو تسجيل صوتي يشعل الكراهية الافتراضية، والتي تتحول لاحقًا إلى تفتيت على أرض الواقع.
العدو الرابع يحتل غرف نومكم، يخترق خصوصيتكم، ولا يمتثل لأي قانون أو عقد اجتماعي. لا يردعه إلا الوعي والذكاء البشري، فهل يدرك السوريون مدى خطورة هذا العدو؟
A2Zsyria
صفحة الفيس بوك :https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR