الفاسدون تجاوزوا حد الوقاحة بغطاء رسمي
خاص-
الفاسدون تجاوزوا حد الوقاحة بغطاء رسمي… مع كل مطلع شمس يصل إلينا قصة فساد مختلفة، ومن منطقة مختلفة، ومن دائرة مختلفة، وفي كل قصة تسمع روايات لا يتقبلها لا عقل ولا منطق من ممارسات تجاوزت حد الوقاحة، والمؤلم أكثر أن الجهات الرسمية تعلم بهذه القصص، ولا أحد معني بمكافحة الفساد وكأنه هناك من يغض نظر كون الرواتب متدنية والله أعلم.
من قصص الفساد الشيقة موظف يقوم ببيع خطوط المياه والكهرباء المعفية من التقنين مقابل راتب شهري، وموظف يؤجر رصيف مقابل شهري، وموظفة تطلب 10 ملايين ليرة على توقيع، وآخر يطلب علنا لتمرير ترخيص، وممرضة تأخذ الأدوية من المرضى وتتاجر بهم، ومسؤول رقابي يزور تقارير ضد مؤسسته، وآخر يحيي الموتى في توقيعهم، وآخر يقبض عن أطباء خارج سورية، ومسؤول تفتيشي يرد على ملف فساد بخلاف قبلي، وطلب مليون ليرة على مقابلة، وقصص وروايات لا تنتهي ومؤلمة جدا.
الفاسدون تجاوزوا حد الوقاحة بغطاء رسمي
صحيح أن الوضع الاقتصادي كارثي على الجميع، وخاصة أصحاب الدخل المحدود لكن هذا لا يبرر هذه الحماقة، ولا يبرر أن نعزز ثقافة الفساد أكثر مما هي عليه، ولا يبرر أن تغض الجهات الرسمية نظرها بحجج أنه لا يوجد شكوى، وفي حال وجود شكاوى التعامل معها بإهمال، وعدم جدية وتحويلها إلى شكاوى كيدية وما شابه ذلك.
اقرأ أيضا:مجلس الشعب هل أسقط عضوية مخالف أم منظومة فساد
اليوم تدخل إلى بعض مؤسسات الدولة تجد الكثير من العاملين يتهافتون لخدمتك من أجل الفوز بإكرامية “شو بيطلع من خاطرك” ودفعهم إلى ذلك الحاجة والعوز من جهة، وانتشار ثقافة أنه يجب على المراجع أن يدفع للموظف من أجل تسير المعاملة من دون تأخير، وهذه الفئة ليست هي قصدنا، ونحزن عليها كثيرا كون العوز والحاجة دفعها إلى هنا.
يبنون القصور من راتب 400 ألف ليرة
الفاسدون الذين نقصدهم هم من يبنون القصور ويجمعون الأموال من راتب 400 ألف ليرة، ويطلبون مبالغ كبيرة، ويشترطون على مبالغ قبل أداء العمل، الذين يحملون أختام مؤسساتهم ويتاجرون بها، والذين يقسمون المبالغ المحصلة وفق نسب متفق عليها، والذين يزورون الواقع من أجل كسب المال حتى لو أدى ذلك إلى كوارث ودعاوى وتفتيش وإلى الضرر بالمرضى وخداعهم بأدوية وأبر مشبوهة في النوعية والعدد والذين أقسموا على العدل وكسروا الميزان.
اقرأ أيضا:نائب يسلم رئيس الحكومة ملف فساد عن محافظة دمشق
وفي حال راجعنا القرارات الحكومية حول محاسبة الفاسدين نجد أن الكثير من القصص لا أحد يقترب منها، وبعض القصص التي تعلن تكون نتيجة صراع متضررين، وتصل إلى حد طلعت رائحتها ولا يمكن التغطية عليها، والحكومة نسيت أو تناست مراقبة نمو الثروة لدى المسؤولين وبعض المفاصل والإداريين.
الفاسدون في سورية يتمادون في فسادهم، ووصل إلى حد الوقاحة، ولا يوجد أي مبرر لهذا التمادي تحت غطاء الناس بحاجة، والتستر عليه بعبارات التنديد العزم والتهديد والوعيد بينما الوقاحة تتفشى وتنتشر كالنار في الهشيم .
A2Zsyria
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR