اللغات الأجنبية في المناهج التربوية..
تدخل اللغة الإنكليزية في الصف الأول الابتدائي كلغة أجنبية أولى .. تبقى وحيدة حتى الصف السابع تدخل اللغة الأجنبية الثانية إما الفرنسية أو الروسية حديثاً.. وهكذا وصولاً إلى الثاني الثانوي تصبح إحداهما خيارا يفاضل عليه الطالب و تُهمل الأُخرى.. لنعود ونجد أنفسنا أمام مادة ثانية إضافة إلى التربية الدينية مُهملة الدرجة إلّا في تحديد الرسوب والنجاح..
يعتاد التلميذ في الست سنوات الأولى من مسيرته الدراسية على لغة أجنبية واحدة.. ليُفاجأ في الصف السابع بلغة ثانية يعتبرها مع أهله عبئاً دراسياً ومادياً جديداً وقلّما يتعامل معها من منطلق معرفي أو ثقافي أو تعليمي.. ثم يجد نفسه بعد ست سنوات أُخرى أي في البكالوريا مخيراً بين لغتين.. وهنا يكمن ضياع الطالب أولاً و معاناة المدرس في الصف ثانياً.. فمنذ الصف العاشر يبدأ الطالب بالتفكير في الخيار الذي يعتقد أنه سيتمكن من اتخاذه.. وعلى أساسه يكون اهتمامه الأكبر بإحدى اللغتين على حساب الأخرى..
وعندما يُطالَب بالاهتمام بإحداهما يقول أنه سيفاضل على الثانية.. وغالبا ما يتوه بينهما ويبقى خياره وقْفاً على العلامة الأعلى التي سيحصل عليها ((بالمصادفة)) !!
التساؤلات المطروحة هنا.. وسأستثني منها ما يخص التربية الدينية لأنها ليست موضوعي الآن..
ما الجدوى من وجود مادة في المنهاج مهمولة الدرجة في نتائج البكالوريا؟؟
كيف سنقنع الطالب بجداوها وبضرورة الاهتمام بها دون أن يقول :”بدي فاضل عالتانية”!!
ولماذا تغيير مناهج اللغات الأجنبية المتكرر بطريقة مثيرة لكل تساؤل طالما أنها غير أساسية في مجموع البكالوريا؟؟
ألا يمكن أن توظف الأموال الباهظة التي تُنفَق على تغيير المناهج هذا إضافة إلى الدورات التي يُكلَّف بها مدرسو اللغات تماشيا معه.. في أمكنة أُخرى أكثر إلحاحاً تعليمياً؟!
ايمان موسى