اخترنا لكممش عيب

اللقمة سرقت الذاكرة

دمشق..

الهموم الكبيرة والمتلاحة التي تقع على رأس المواطن جعلت منه كائن بشري مخصص لتلقي الصدمات والتجارب السريرية حيث نسى كل ما يدور حوله من أحداث واتفاقات دولية، ويلهث لتأمين لقمته اليومية، فلا التقشف ناجح ولا السعي خلف اعمالا كثيرة في اليوم الواحد يأتي بمفعوله فالتضخم اكل مرتبه وتعويضاته ان وجدت.

ابو محمد بعد الانتظار الطويل حظي بربع مقعد في السرفيس للوصول الى عمله مع دفع أجور مضاعفة، وعند وصوله أخذ يبحث كيف سيدبر اليوم خبزه ثم يتفقد دوره على الغاز عبر تطبيق وين، ويحاول ان لا ينظر الى فاتورة المستلزمات الضرورية جدا التي كتبتها زوجته، ولا يرد على هاتف ابنته طالبة الجامعة كونه يعرف طلبها وغير قادر على تلبيته، يجلس خلف مكتبه ينفخ الهموم هو في مكان عمله وعقله في مكان آخر.

 بعض رفاق المكتب يتحدثون عن أضرار العدوان الاسرائيلي على سورية يسال نفسه متى وقع هذا العدوان، ويتحدثون عن شرق الفرات يقول بينه وبين نفسه من يسكن شرق الفرات، ويتذكر ان له أقارب في إدلب الخضراء لا يعرف عنهم اخبار طيبة، ويسأل نفسه هل انا أعيش في سورية وليس لدي الوقت لأتابع اخبارها، علما انني الاكثر متابعة على ما يبدو ان لقمة العيش سرقة ذاكرتنا وضيعتها.

A2Zsyria

Visited 12 times, 1 visit(s) today