المتضررون من هدوء الوضع السوري يصبون النار على التواصل الاجتماعي
يمكن الملاحظة من تحليلات الكثير من الإعلاميين السوريين – الذين يمتلكون قنوات خاصة تشارك يومياً فيديوهات تتعاطى بالأزمة السورية – أن المفردات والأسلوب المتبع في تقديم او شرح فكرة أو تحليلها يعتمد على الإثارة بقصد كسب المتابعة التي تدر المال. فالمعروف أن الاستفزاز يولد رد فعل وهذا الاستفزاز ورد الفعل يتحول إلى أرباح شهرية لمالك القناة. طبعاً ماحدث بالسويداء سال عدله لعاب الكثير ممن يملكون هكذا قنوات وكل منهم أخذ مجده في محاولة استقطاب المتابعين.
أكثر من المتضررين من هدوء الوضع السوري هم السياسيون الذين يقبضون من أي جهة غير سورية من ممثلي المعارضات السورية والإعلاميون الذين يغتنون من خلال ما يشاركونه مع متابعيهم بفيديوهات يومية يتجاوز زمن مجموعها ثلاث ساعات. بالإضافة إلى الفاسدين في مؤسسات الدولة والقائمين على رأس عملهم والذين يجدون في هذه الطوشة فرصة حقيقية لهم باعتبار الجميع مشغول.
ومن يدفع الثمن بالأخير هو السوري الذي لاحول له ولاقوة، يستمع للتحاليل السياسية والاقتصادية من قبل المخلصين الفيسبوكيين واليوتيوبرز ويعتقد بأن خلاصه قادم من بين حروف كلماتهم وكأنهم يعملون في المطبخ السياسي العالمي.
عزيزي السوري أينما كنت، نحن كلنا ضحايا وكلنا خاسرون وسنبقى ندفع الثمن وننذف طالما أن ملكة التفكير معطلة. ليسأل كل واحد منكم نفسه سؤالاً لماذا على الإعلامي المرفه الذي يعيش في ألمانيا أو تركيا أو مصر أو قطر أن يعرف عن مستقبل البلد وما ينتظرنا أكثر مما نعرفه نحن الذين نعيش بالبلد، كيف له أن يعرف بحجم المعاناة ليتسنى له تشخيص مايمكن أن يحصل لنا في الأيام القادمة من تحليلاته. ولماذا رجل الدين الذي يعيش بيننا منعما مكرما يدفعنا لفعل هذا الأمر أو ذاك وهو نفسه بالنهاية ليس متضررا من أي شي ومن يدفع الثمن بالنهاية هو نحن.
ثمة مشكلة كبيرة فيمن يعتقد أن المشكلة السورية بسيطة وممكن حلها بين ليلة وضحاها، إن لم يتفق السوريون ( ولا نعتقد أنهم سيتفقون) فسيفرض عليهم صيغة معينة سيقبلها الجميع وقد تكون هي الأقل ضرراً. كل مايطرح في هذه الأيام من صيغ ليست في صالح السوري الذي دفع ثمن الحرب والحصار، وكل مانراه من حراك أو ضجيج أو لغو سموه ما شئتم ليس في صالح السوري الذي يعاني.
ملاحظة: تم وصف الحراك باللغو لأن من خرج ليعبر عن رأيه وتعاطف معه الكثيرون بحسن نية، وصلت به الحدود لمطالبة مجلس الأمن بعقوبات حسب الفصل السابع. أمثال هؤلاء مراهقون سياسيون يذكروننا بما يسمى المعارضات السورية والتي تشبه أي شي إلا المعارضة.